منظور التطور المرتكز على الجينات أو التطور من زاوية الجينات، نظرية اصطفاء الجينات، أو نظرية الجينات الأنانية، تؤكد أن التطور التكيفي يحدث من خلال البقاء المتباين للجينات المتنافسة، مما يزيد من بروز الأليل من بين الأليلات التي تعزز النجاح الخاص للسمات الظاهرية؛ مع تعريف الجين على أنه «ليس فقط جزء مادي واحد من الحمض النووي بل هو نسخ متماثلة من قطعة محددة من الحمض النووي موزعة في جميع أنحاء العالم».
أنصار وجهة النظر هذه يدعمون حجتهم بأن المعلومات المتوارثة من جيل إلى جيل تنتقل بشكل شبه حصري عن طريق الحمض النووي مما يعني أن مناقشة الاصطفاء الطبيعي والتطور ستكون أفضل إن تم أخذ المفهوم المرتكز على الجينات بعين الاعتبار.
كما يرى أنصار المفهوم المتمحور حول الجينات بأن هذا المفهوم يسمح بفهم ظواهر متنوعة مثل ظهور جين معين على حساب جين آخر أو التنافس الجيني الداخلي اللذان يصعب تفسيرهما.
مفهوم التطور المرتكز على الجينات عبارة عن صيغة أخرى للتطور لكن عن طريق الاصطفاء الطبيعي، نظرية الجسيمات الوراثية، وعدم انتقال الصفات المكتسبة؛ ينص هذا المفهوم على أن الأليلات التي نجحت صفاتها بالظهور سيتم اختيارها بشكل إيجابي ليتم توريثها على حساب الأليلات المتنافسة في مجموعة الأليلات، ينتج عن هذه العملية ظاهرة التكيف للأليلات التي تحافظ على استمرار تكاثر الكائنات، أو الحفاظ على الكائنات الحية التي تحوي مسبقاً هذه الأليلات، أو حتى انتشار الجينات المشابهة الموجودة في نفس الكائن الحي الذي يحوي الأليلات التي نتكلم عنها.
يمكن ربط هذا المفهوم مع ما كتبه الفيلسوف هنري بيرجسون في كتابه «التطور الإبداعي» (1907م): «الحياة مثل تيار يمر من جرثومة إلى جرثومة من خلال كائن حي متطور؛ يبدو الأمر كما لو أن الكائن الحي نفسه ليس بأهمية الجرثومة، مجرد شيء ثانوي يساعد على تنامي المسعى الحقيقي ليصبح هو نفسه جرثومة جديدة».