التصويت في سويسرا هو العملية التي يتخذ من خلالها المواطنون السويسريون قرارات بشأن الحكم وينتخبون المسؤولين. تُفتح مراكز الاقتراع في أيام السبت وصباحات الأحد، ولكن يصوّت معظم الأشخاص بالبريد مقدمًا. ينتهي التصويت في ظهر يوم الأحد، وتُعرف النتائج عادةً خلال فترة ما بعد الظهر.
نظام التصويت في سويسرا فريد من نوعه بين الدول الديمقراطية الحديثة، إذ تمارس سويسرا الديمقراطية المباشرة بالتوازي مع الديمقراطية التمثيلية، ولهذا السبب يُعرف النظام السويسري بامتلاكه ديمقراطية شبه مباشرة. تسمح الديمقراطية المباشرة لأي مواطن بالطعن في أي قانون يوافق عليه البرلمان، أو باقتراح تعديل للدستور الفدرالي في أي وقت. بالإضافة إلى ذلك، في معظم كانتونات سويسرا، تُدلى جميع الأصوات باستخدام بطاقات الاقتراع الورقية التي يجري عدها يدويًا. على المستوى الفدرالي، يمكن تنظيم التصويت من أجل:
الانتخابات (انتخاب الجمعية الاتحادية)
الاستفتاءات الإلزامية (تصويت على تعديل للدستور من قبل الجمعية الاتحادية)
الاستفتاءات الاختيارية (استفتاء على قانون سبق أن قبلته الجمعية الاتحادية وجمع 50,000 توقيع من المعارضين)
المبادرات الشعبية الاتحادية (تصويت على تعديل للدستور من قبل المواطنين جمع 100,000 توقيع من المؤيدين)
يحصل تصويت على قضايا مختلفة في ما يقارب أربع مرات في السنة، وتشمل هذه القضايا كلًا من المبادرات والاستفتاءات، التي يصوّت فيها الناس مباشرة على السياسات، وكذلك الانتخابات، التي يصوّت فيها العامة للمسؤولين. يجري التصويت على القضايا الفدرالية والكانتونية والبلدية في وقت واحد، وتُدلى أغلبية الأصوات عبر البريد. بين يناير عام 1995 ويونيو عام 2005، صوت المواطنون السويسريون 31 مرة للإجابة على 103 أسئلة اتحادية، بالإضافة إلى العديد من الأسئلة المتعلقة بالكانتونات والبلديات (خلال نفس الفترة، شارك المواطنون الفرنسيون في استفتاءين فقط).
الموضوعات الأكثر شيوعًا هي القضايا الاجتماعية (مثل الرفاهية، والرعاية الصحية، وسياسة المخدرات)، والبنية التحتية العامة (مثل النقل العام ومشاريع البناء)، والقضايا البيئية (مثل البيئة وحماية الطبيعة)، والاقتصاد والمالية العامة (بما في ذلك الضرائب)، والهجرة، واللجوء، والتعليم، بل وأيضًا حول الثقافة، والإعلام، ونظام الدولة، والشؤون الخارجية، والقضايا العسكرية؛ وذلك على أي من المستويات السياسية الثلاث!
شهد إقبال الناخبين في الانتخابات البرلمانية انخفاضًا مستمرًا منذ سبعينيات القرن العشرين، ووصل إلى أدنى مستوى على الإطلاق بنسبة 42.2% في عام 1995. لكن في السنوات الأخيرة، شهدت مشاركة الناخبين نموًا بطيئًا مرة أخرى وبلغت 48.5% في عام 2011.
بلغ متوسط الإقبال على الاستفتاءات 49.2% في عام 2011. تؤدي المبادرات الشعبية الاتحادية ذات المناشدة العامة الضئيلة في بعض الأحيان إلى مشاركة أقل من 30% من الناخبين، ولكن شهدت القضايا المثيرة للجدل، مثل الإلغاء المُقترح للجيش السويسري أو احتمال انضمام سويسرا إلى الاتحاد الأوروبي، نسبة إقبال تزيد عن 60%.