تدخلت المملكة المتحدة عسكريًا في سيراليون في مايو 2000 تحت اسم عملية باليسر. وعلى الرغم من نشر أعداد صغيرة من الجنود البريطانيين في وقت سابق، كانت عملية باليسر أول تدخل على نطاق واسع قامت به القوات البريطانية في الحرب الأهلية في سيراليون. في أوائل شهر مايو من العام 2000، زحفت الجبهة الثورية المتحدة، وهي إحدى الأطراف الرئيسية في الحرب الأهلية، إلى فريتاون عاصمة البلاد. مما دفع الحكومة البريطانية بإرسال فريق الاستطلاع والاتصالات التشغيلية للاستعداد لإجلاء المواطنين الأجانب. كما قطعت الجبة الثورية المتحدة في يوم 6 مايو (أيار) الطريق الذي يربط "فريتاون" بالمطار الرئيسي للبلاد في "لونجي"، كما بدأ الجنود البريطانيون في اليوم التالي بتأمين المطار ومناطق أخرى ضرورية لعملية الإخلاء. وتم إجلاء غالبية هؤلاء الذين يرغبون في مغادرة البلاد خلال اليومين الأولين من العملية، ولكن العديد اختاروا البقاء بعد وصول القوات البريطانية.
بعد الانتهاء التام من عملية الإجلاء، أخذ التفويض البريطاني في الاتساع. فقد ساهمت القوات البريطانية في عملية إجلاء قوات حفظ السلام المحاصرة، بما فيهم العديد من المراقبين البريطانيين لعملية وقف إطلاق النار، وبدأت في معاونة بعثة الأمم المتحدة في سيراليون والقوات المسلحة لجمهورية سيراليون. وعلى الرغم من اتساع نطاق البعثة، لم تدخل القوات البريطانية في مواجهة مباشرة مع الجبهة الثورية المتحدة إلا بعد يوم 17 من مايو (أيار). حيث هاجم المتمردون موقعًا بريطانيًا بالقرب من مطار لونجي، ولكنهم أجبروا على الفرار بعد سلسلة من المعارك المسلحة. وفي اليوم نفسه ألقت قوات سيراليون المسلحة القبض على فوداي سنكوح، قائد الجبهة الثورية المتحدة، مما أدى إلى تشتتها. وبعد التأكد من قرار الجبهة الثورية المتحدة بعدم تسليم أسلحتها طوعًا، بدأ البريطانيون في تدريب القوات المسلحة لجمهورية سيراليون لإعدادها للمواجهة. خلال مهمات التدريب وقعت دورية عائدة من زيارة إلى قوات حفظ السلام الأردنية في الأسر على أيدي مجموعة مسلحة تدعى فتيان الجانب الغربي. وأسفرت المفاوضات عن إطلاق سراح خمسة من أصل أحد عشر جنديًا كما أدت إلى العديد من الأزمات في ثلاثة أسابيع. فقامت القوات الخاصة البريطانية بشن عملية تحت اسم باراس وأفرجت عن الستة جنود المتبقية. أعاد نجاح عملية باراس الثقة في نفوس عناصر البعثة البريطانية. حيث رأى أحد الأكاديميين أن فشل تلك العملية كان سيؤدي إلى سحب الحكومة البريطانية لجميع قواتها من سيراليون.
انتهت معظم مهام العملية البريطانية بشكل عام قبيل سبتمبر (أيلول) 2000. بدأت الجبهة المتحدة الثورية بتسليم السلاح بعد ضغوط سياسية وعقوبات اقتصادية على جمهورية ليبيريا التي دعمت الجبهة المتحدة الثورية في مقابل ألماس الدماء المهرب من سيراليون. وفي نهاية المطاف وقعت حكومة سيراليون والجبهة المتحدة الثورية على اتفاق لوقف إطلاق النار مما أجبر الجبهة على الدخول في مراحل عملية نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج. وبحلول سبتمبر (أيلول) 2001، عندما حلت قوات دولية محل قوات التدريب البريطانية، اقترتب عملية نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج من الانتهاء. واستمر تواجد القوات البريطانية في سيراليون متمثلا في الإسهام بأكبر إمداد لقوات التدريب الدولية بالأفراد وتقديم المشورة بشأن إعادة هيكلة القوات المسلحة في سيراليون. تم إنزال قوة صغيرة بالمنطقة في عام 2003 لضمان الاستقرار في حين أصدرت المحكمة الخاصة بسيراليون عدة لوائح اتهام واعتقال. أكد نجاح العمليات البريطانية في سيراليون على عدة مبادئ، من ضمنها الإبقاء على قوات عالية الجاهزية. كما كان رئيس الوزراء البريطاني، توني بلير، حريصًا على رؤية التدخلات الغربية في نزاعات أخرى ودعم إنشاء العديد من المجموعات القتالية للاتحاد الأوروبي لذلك الغرض إلى جانب فرنسا. وبعد ما وقع من مستجدات، منعت المعارضة السياسية والالتزامات البريطانية فيما بعد في أفغانستان والعراق المزيد من العمليات البريطانية في أفريقيا.