نظرة عامة شاملة حول البيمارستان المنصوري

البيمارستان المنصوري في القاهرة كان أعظم بيمارستان وكلية طبية في تاريخ مصر خلال العصور الوسطى، فقد كلف السلطان المملوكي قلاوون العالم والطبيب ابن النفيس بمهمة إنشاء البيمارستان المنصوري(680هـ.1281م) وعينه رئيساً لهذا البيمارستان، وقد جعل البيمارستان للجندي والأمير والكبير والصغير والحر والعبد والذكور والإناث، ورتب فيه الأطباء والأدوية، وجعل فيه عدداً من الرجال والنساء لخدمة المرضى، وأفراد لكل طائفة من المرضى موضعاً، فقاعة للبرص وقاعة لمرضى الحميات وقاعة لأمراض المعدة. وينقسم إلى قسمين: قسم للرجال وآخر للنساء، وجعل المياه تجري فيه، وأفرد مكاناً لخزن الأدوية، ومكاناً لرئيس الأطباء لإلقاء دروس الطب.

في (683هـ/1284م) بنى الملك المنصور سيف الدين قلاوون البيمارستان المنصوري ضمن مجموعته المعمارية التي لا يزال بعضها قائما في القاهرة، وأدخل فيه كل مبتكر وقد وصفه المقريزي كما وصفه ابن بطوطة؛ كما كتب عنه ابن عبد الظاهر في كتابه «تشريف الأيام» أنه «بيمارستان عظيم الشأن لا تصل همة ملك إلى ابتناء مثله»، وقال عنه ابن شاكر الكتبي في كتابه «فوات الوفيات» إنه «البيمارستان العظيم الذي لم يكن مثله»، وقال القلقشندي في كتابه «صبح الأعشى» إنه «البيمارستان المعروف الذي ليس له نظير في الدنيا». وقد ظل قائما إلى حملة نابليون على مصر في بدايات القرن التاسع عشر ووصفه جومار وصفا مطولا فكتب عنه في كتاب «وصف مصر» أن المريض الواحد في البيمارستان المنصوري في عصور ازدهاره كان يتكلف ديناراً في اليوم، وله في خدمته شخصان كما أن المرضى المصابين بالأرق كانوا ينقلون إلى قاعات منفصلة حيث يستمعون إلى عزف جيد الإيقاع، أو يتولى رواة متمرنون تسليتهم بالحكايات، وفور أن يسترد المريض صحته يتم عزله عن بقية المرضى، ويمنح عند مغادرته للبيمارستان خمس قطع ذهبية. كانت في البيمارستان المنصوري أقسام للرمد والجراحة والأمراض الباطنية، كما كانت فيه قاعة للأمراض العقلية ملحق بها حجرات لعزل الحالات الخطرة، وكان ينقسم إلى جناحين أحدهما للنساء فيه كل ما في جناح الرجال، وكان فيه مدرسة للطب فيها صالة محاضرات زودت بمكتبة.قال عنه محمود الحاج قاسم في كتابه (الطب عند العرب والمسلمين) ص328، 329: أنه كان آية من آيات الدنيا في الدقَّة والنظام والنظافة، وكان من الضخامة بحيث إنه كان يُعَالِجُ في اليوم الواحد أكثر من أربعة آلاف مريض. وقد تحدث أحمد عيسى عنه وعن الكثير ممن تولاه.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←