البرهان والدليل في خواص التنزيل، كتاب ألفه ابن منظور القيسي المالقي. يبحث هذا الكتاب فيما تختص به الآيات والسور القرآنية من الأجر والثواب في الدنيا والآخرة. وهو من الكتب الفريدة في هذا المجال، إذ لم يؤلف كتابا مستقلا في هذا الموضوع سوى القليل، ولم توجد سوى كتابات ضمن مؤلفات كل من الزركشي والغزالي والسيوطي واليافعي وغيرهم.
ويعد علم خواص القرآن من الموضوعات المهمة التي أولاها العلماء اهتمامهم بيد أن ثمة إشكالية تتعلق بهذا العلم، وتتمثل في الأحاديث الموضوعة والضعيفة الواردة في فضائل القرآن. أشار ابن منظور في مقدمة كتابه البرهان إلى سبب التأليف بقوله: «أما بعد حمد الله تعالى كما يجب لجلاله، والصلاة التامة الكاملة على سيدنا ومولانا محمد وأله... فإنه وقع إلي من إنشاء الفقيه القاضي العالم الصدر أبي بكر الوادآشي تأليف يشتمل على فضائل القرآن وبعض خواصه، وتفسير من قرأ سورة منه في النوم، وعدد آية وحروفه وجواهره، فاختصرت منه في هذا التقييد الخواص والتفسير، وأضفت إليه كثيرا مما وصل إليه علمي مما وجدته قد أغفله، مما وقع في كتب الغير، وتلقيته من الفقهاء الأعلام، فما كان من كتاب الوادآشي جعلت عليه علامة (ش)، وما كان مما نقلته من الفقهاء الأعلام حسبما نبهت عليه جعلت عليه علامة (ظ)، إذ قد سأل ذلك مني بعض الإخوان».
مؤلف الكتاب هو: أبو بكر محمد بن عبيد الله بن محمد بن يوسف بن منظور القيسي المالقي، أصله من إشبيلية. الإمام العلامة الأريب، المفسر اللغوي الأديب، صاحب التآليف الحسنة، والفوائد المستحسنة، من أسرة بني منظور المشهورة بالعلم والأدب، وتوفي سنة: 750هـ.
ولي القضاء بجهات متعددة من الأندلس، خاصة في بلدته (مالقة) التي تقلد فيها إلى جانب القضاء إمامة جامعها الأعظم. فحمدت سيرته، وشكرت طريقته.
وكان هذا القاضي رحمه الله: جم التواضع، كثير البر، مبذول البشر، قويًا مع ذلك على الحكم، بصيرًا بعقد الشروط، مترفقًا بالضعيف.