أُجريت الانتخابات العامة في المملكة المتحدة لعام 2024 يوم الخميس 4 يوليو 2024. وهي الانتخابات التي تُحدد تكوين مجلس العموم، ومن ثَم حكومة المملكة المتحدة. جرى تنفيذ تغييرات كبيرة في حدود الدوائر الانتخابية قبل هذه الانتخابات، وتُعد هذه الانتخابات هي الأولى من نوعها منذ الانتخابات العامة عام 2010. وهي أول انتخابات عامة في المملكة المتحدة تتطلب تحديد هوية الناخب للتصويت شخصيًا في بريطانيا، وهي الأولى منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (والتي كانت قضية رئيسية في الانتخابات السابقة)، كذلك فهي الأولى التي تُجرى في ظل قانون حل ودعوة البرلمان 2022.
تركزت المناقشات خلال الحملة الانتخابية على احتمال حدوث تغيير في الحكومة، حيث حصل حزب العمال المعارض بقيادة كير ستارمر على تقدم كبير في استطلاعات الرأي على حزب المحافظين الحاكم بقيادة رئيس الوزراء ريشي سوناك. أشارت التوقعات قبل التصويت إلى فوز ساحق لحزب العمال سيتجاوز ذلك الذي حققه توني بلير في الانتخابات العامة عام 1997، في حين قارنتها بعض وسائل الإعلام بالانتخابات الفيدرالية الكندية عام 1993، بسبب احتمال هزيمة المحافظين.
أسفرت الانتخابات عن فوز ساحق لحزب العمال المعارض بقيادة كير ستارمر، على غرار ما حققه توني بلير في الانتخابات العامة عام 1997، وهي المرة الأخيرة التي أطاحت فيها المعارضة العمالية بحكومة المحافظين. وخسر حزب المحافظين الحاكم بزعامة رئيس الوزراء ريشي سوناك أكثر من 240 مقعدًا وعانى من أسوأ هزيمة له على الإطلاق، منهيًا فترة حكمه التي استمرت 14 عامًا كحزب حاكم أساسي. وصلت حصة التصويت المجمعة لحزب العمال والمحافظين إلى مستوى قياسي منخفض، حيث أصبحت حصة التصويت لحزب العمال هي الأصغر من أي حكومة أغلبية في تاريخ الانتخابات في المملكة المتحدة. كان أداء الأحزاب الصغيرة جيدًا بشكل ملحوظ؛ حقق الديمقراطيون الليبراليون مكاسب كبيرة للوصول إلى أكبر عدد من المقاعد على الإطلاق. كان أداء حزب إصلاح المملكة المتحدة جيدًا من حيث حصة التصويت ووصول أعضاء للبرلمان في مجلس العموم لأول مرة. كما فاز حزب الخضر في إنجلترا وويلز بعدد قياسي من المقاعد. خسر الحزب الوطني الاسكتلندي (SNP) حوالي ثلاثة أرباع مقاعده أمام حزب العمال الاسكتلندي. عاد حزب العمال ليصبح أكبر حزب في اسكتلندا وظل كذلك في ويلز. لم يفز المحافظون بأي مقاعد في ويلز أو كورنوال، وفازوا بمقعد واحد فقط في شمال شرق إنجلترا.
وشهدت انتخابات 2024 أكبر عدد من المحافظين الذين فقدوا مقاعدهم منذ عام 1906، وهي أسوأ هزيمة لهم سابقًا. أحد عشر من أعضاء البرلمان البالغ عددهم 244 كانوا وزراء في الحكومة، وهو أعلى عدد في التاريخ، بما في ذلك بيني موردونت، جرانت شابس، أليكس تشالك، ليام فوكس، جوني ميرسر، جيليان كيجان ومارك هاربر. ومن بين النواب الآخرين الذين فقدوا مقاعدهم رئيسة الوزراء السابقة ليز تراس، ومايكل فابريكانت، وجوناثان جوليس، وجاكوب ريس موغ، وجورج جالواي، ودوغلاس روس. وكان من بين أعضاء البرلمان المنتخبين حديثًا زعيم إصلاح المملكة المتحدة نايجل فاراج ورئيسه ريتشارد تايس، والزعيمين المشاركين لحزب الخضر في إنجلترا وويلز كارلا دينير وأدريان رامزي.
في 29 ديسمبر 2024، نشرت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية نتائج استطلاع للرأي أجرته بالتعاون مع مركز أبحاث متخصص، والذي أظهر أن حزب العمال الحاكم قد يخسر نحو 200 مقعد في البرلمان إذا أجريت الانتخابات العامة اليوم. وفقًا للاستطلاع، يشهد حزب "الإصلاح" اليميني، بقيادة نايجل فاراج، تصاعدًا في شعبيته، ما قد يؤدي إلى برلمان معلق، حيث لا يتمكن أي حزب من تحقيق الأغلبية، مما يشير إلى نهاية هيمنة حزبي العمال والمحافظين على السياسة البريطانية.
ووفقًا للنتائج، من المتوقع أن يخسر حزب العمال 87 مقعدًا لصالح حزب المحافظين، و67 مقعدًا لحزب الإصلاح، إضافة إلى 26 مقعدًا قد يحصل عليها الحزب القومي الاسكتلندي. يُذكر أن حزب العمال بقيادة كير ستارمر كان قد فاز بأغلبية ساحقة في انتخابات يوليو 2024، حيث حصل على 441 مقعدًا، مما أنهى 14 عامًا من حكم حزب المحافظين.