الاشتراكية في الهند حركة سياسية تأسست في أوائل القرن العشرين، وكانت جزءًا من حركة أوسع تسعى لاستقلال الهند من الحكم الاستعماري. نمت الحركة سريعًا من حيث الشهرة لأنها اعتنقت قضايا فلّاحي الهند وعمّالها ضد الزاميندارات والطبقة الأميرية وطبقة ملّاك الأراضي. شكلت الاشتراكية السياسات الاقتصادية والاجتماعية الأساسية للحكومة الهندية، ولكنها اتبعت المذهب التوجيهي بعد الاستقلال حتى أوائل العقد الأخير من القرن العشرين، عندها، اتجهت الهند إلى اقتصاد معتمد على السوق اعتمادًا أكبر. مع هذا، لم يزل للشيوعية نفوذ قوي في السياسة الهندية، إذ تعتنق أحزاب وطنية وإقليمية كثيرة الاشتراكية الديمقراطية.
صعدت مجموعات ثورية اشتراكية في الهند عقب الثورة الروسية. تأسس الحزب الشيوعي بالهند عام 1925، ولكن الشيوعية من حيث هي آيديولوجية اكتسبت قبولًا على مستوى البلد لأنها كانت مذهب قادة مثل جوهرلال نهرو. كان الاشتراكيون من أول الذين نادوا بالاستقلال الهندي من الحكم الاستعماري. تحت حكم نهرو، تبنّى المجلس الوطني الهندي، وهو أكبر حزب سياسي في الهند، الاشتراكية مذهبًا له في السياسات الاجتماعية الاقتصادية في عام 1936. نظّم الاشتراكيون والشيوعيون أيضًا حركة تبهاغا الفلّاحيّة في السنغال ضد النبلاء ملّاك الأراضي. ولكن الاشتراكية الهندية السائدة ربطت نفسها بالغاندية واعتنقت الصراع السلمي بدلًا من حرب الطبقات.
بعد استقلال الهند عام 1947، أشرفت الحكومة الهندية تحت حكم الوزيرين الأولين نهرو وإنديرا غاندي، استصلاح الأراضي وتأميم الصناعات الكبرى وقطّاع المصرفيّة. عمل الناشطان فينوبا باف وجاياراكاش نارايان، باستقلال عن الحكومة، على التوزيع السلمي للأراضي تحت اسم حركة سارفودايا، إذ أعطى ملّاك الأراضي الأرض للعاملين في الزراعة بإرادتهم المحضة. في ستينيات القرن العشرين، شكل الحزب الشيوعي بالهند أول حكومة شيوعية منتخبة ديمقراطيًّا عندما فاز الانتخابات في ولاية كيرلا، ثم البنغال الغربية. ولكن، عندما بدأ الركود العالمي في سبعينيات القرن العشرين، وانتشر الكساد والعجز المزمن وظهرت قلّة كفاءة الدولة، خاب أمل كثيرين في اشتراكية الدولة. في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات، بدأت الحكومة الهندية تحرير الاقتصاد الهندي نظاميًّا، بالسعي إلى الخصخصة، واستهداف الاستثمار الأجنبي.