الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى هو كتاب تاريخ من تأليف المؤرخ المغربي أحمد بن خالد الناصري صدر في أربعة أجزاء في القاهرة سنة 1894،ويعد من أشهر المؤلفات في تاريخ المغرب الأقصى من فترة الفتح الإسلامي إلى عصر المؤلف (1835 - 1897).
يُعتبر هذا الكتاب مرجعًا أساسياً في كتابة التاريخ المغربي، إذ جمع فيه الناصري بين الرواية الإخبارية والتوثيق الدقيق لمجريات الأحداث السياسية والعسكرية والاجتماعية. وقد اعتمد المؤلف على عدد من المصادر الشفوية والمكتوبة، كما ضمّن كتابه روايات من مؤرخين سابقين أمثال ابن خلدون وابن أبي زرع، مما جعله عملاً توثيقياً فريداً يوثق تسلسل الدول والسلالات التي تعاقبت على حكم المغرب، بدءًا من الفتح الإسلامي حتى نهاية القرن التاسع عشر. وقد تمت إعادة طباعة الكتاب في طبعات نقدية وتحقيقية في المغرب وخارجه، ولا يزال مرجعاً لا غنى عنه للباحثين في التاريخ المغاربي. أشار محمد المنوني إلى أهمية هذا العمل في ترسيخ الكتابة التاريخية المغربية الحديثة، لما يتميز به من شمول وصرامة منهجية، كما اعتبره عبد الهادي التازي من بين أمهات المصادر التي لا يستغني عنها أي باحث في تاريخ المغرب، نظرًا لغنى محتواه ودقته في نقل الوقائع والأحداث.
وقد تناول عدد من الباحثين المعاصرين مساهمة الناصري في صياغة التاريخ الرسمي، ضمن ما يُعرف بتاريخ الدولة، مثل دراسة محمد حبيدة التي قارنت بين الناصري والمؤرخ الفرنسي إرنست لافيس، مشيرة إلى الخلفيات الأيديولوجية التي شكلت كتاباتهما التاريخية. كما أشار الباحث رضوان الناجي إلى الوظيفة التأريخية السياسية لكتاب الاستقصا ودوره في إعادة بناء سردية المخزن في مغرب القرن التاسع عشر. ويمثل الكتاب، بحسب عبد المجيد أيت القائد، وثيقة بالغة الأهمية لفهم مفهوم المخزن وتمفصلات السلطة والشرعية في المغرب ما قبل الاستعمار.