في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، يستخدم الفلسطينيون مصطلح شهيد للإشارة إلى أي مدني أو مقاتل فلسطيني يقُتل على يد م معتدي، بغض النظر عن انتمائه الديني، وبغض النظر عما إذا كان مقتله نتيجة لهجوم مستهدف أم لا. في البداية، كان مفهوم التضحية بالنفس من أجل قضية ما شائعًا بين الفدائيين الفلسطينيين، الذين شاركوا بنشاط في النضال العسكري ضد إسرائيل الاحتلال الإسرائيلي، وبلغ المفهوم ذروته في الستينيات. وتدريجياً، اكتسب المفهوم جهاد وانتشر على نطاق أوسع بعد الانتفاضة الأولى عام 1987.
وقد تأثرت العديد من الجماعات الفلسطينية المسلحة، بما في ذلك حماس، وحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وغيرهما من الجماعات الإسلامية، بثقافة الاستشهاد وساعدت في نشرها. إنهم ينظرون إلى الاستشهاد باعتباره التضحية النهائية من أجل قضيتهم، وغالبًا ما يستشهدون به كمبرر أخلاقي للانخراط في ما أسموه "عمليات الاستشهاد"، مثل الهجمات الانتحارية. قبل اتفاقيات أوسلو وخلالها، لم يكن غالبية الجمهور الفلسطيني يدعمون العمليات الانتحارية التي تنفذها حماس والجهاد الإسلامي، وكان الفلسطينيون يأملون أن تسفر اتفاقيات أوسلو عن اتفاقيات مع إسرائيل من شأنها أن تعالج الدعوة الفلسطينية إلى الاستقلال السياسي. وبعد فشل اتفاقيات أوسلو، وفشل عملية السلام، وبداية الانتفاضة الثانية، تزايد الاهتمام الشعبي بهذه العمليات الاستشهادية. خلال هذه الفترة، تطور الاستشهاد إلى ما هو أبعد من دلالاته الدينية، ليصبح مثالاً للهوية المقاومة للقوميين الفلسطينيين العلمانيين.
تعمل الأحزاب السياسية الفلسطينية والمنظمات غير الحكومية على تعزيز السرديات التذكارية؛ كما استخدمتها الفصائل القومية كأداة سياسية للتأثير على الرأي العام. يساهم التعليم ووسائل الإعلام المرئية والفعاليات المجتمعية والاحتفالات والمنشورات والملصقات في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية في تعزيز المفاهيم الثقافية الإيجابية للاستشهاد، وتصوير الفلسطينيين القتلى كجزء من النضال ضد الاحتلال العسكري الإسرائيلي.