استكشف روعة الاتحاد العام لطلبة المغرب

«لقد كان الطلبة الاستقلاليون يقودون معركة وحدة الصف وتعزيز الاتجاه الديمقراطي داخل منظمة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب (أ وط م)، غير أنه تأكد الانحراف الكلي لهذه المنظمة وخروج قيادتها عن المبادئ الأساسية لضمان الوحدة الطلابية، وكان لابد من إيجاد البديل لإنهاء حالة الزيف التي اعترضت الحياة الطلابية، وكان هذا البديل هو: الاتحاد العام لطلبة المغرب».

بناء على هذا المقتطف من خطاب عباس الفاسي في المؤتمر التأسيسي للاتحاد العام لطلبة المغرب. يتبين لنا أن تأسيس الاتحاد العام لطلبة المغرب سنة 1962 لم يأتِ من فراغ، بل جاء لتصحيح الانحرافات الفكرية التي طالت العمل النقابي داخل الجامعة المغربية بعد الانشقاق الذي تعرض له حزب الاستقلال سنة 1959 من طرف الاتحاد الوطني للقوات الشعبية صحبة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب التي أُسست من أجل العمل النقابي داخل الجامعة، لكن بعد خيانتها وانحيازها للتيار المنشق تكون قد أعلنت على ابتعادها وتركها للعمل النقابي الذي من أجلها تم تأسيسها سنة 1956، بل أصبح همها السياسية والمصالح الضيقة، لهذا جاء الاتحاد العام لطلبة المغرب لتصحيح مسار ومضمون الحركة الطلابية بإعادة قيمة العمل النقابي للطلبة.

السؤال: هو كيف ولماذا أتت منظمتنا الاتحاد العام لطلبة المغرب سنة 1962 كمنظمة بديلة؟ وما هي المنظمة التي كانت قبلها؟ وماذا وقع لهذه المنظمة كي تسقط في الحظر وتصبح منظمة غير قانونية؟ الكثير من الأسئلة تشغل الكثير من الطلبة، لنعود إلى تاريخ الحركة الطلابية. منذ سنة 1912 تولدت فكرة التنظيم الطلابي لدى طلبة المغرب، وسعى هؤلاء الطلبة إلى تأسيس مجموعة من الاشكال التنظيمية من بينها جمعية طلاب شمال أفريقيا بفرنسا 1912، وفي المغرب تأسست الجمعية العامة لطلاب الرباط، ثم جمعية الطلاب المغاربة سنة 1948، واتحاد طلاب المغرب سنة 1950. ولم يكتفي طلاب المغرب بكل هذه الاشكال التنظيمية فكانت الحاجة للبحث عن اطار أكثر انسجاما يحتضن جميع طلاب المغرب، فادت الاحية طلبة المغرب بعد الاستقلال إلى هذا «التنظيم الوطني الجامع» وفي غشت من سنة 1956 تم الإعلان عن تأسيس الاتحاد الوطني لطلبة المغرب الذي انعقد أول مؤتمره التأسيسي في دجنبر 1956 منظمة موازية لحزب الاستقلال وكان ولي العهد الأمير الحسن رئيسا شرفيا له.

ناضل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بأمانة وصدق فيما يخص العمل النقابي وساير نضاله بالشكل الذي تم تأسيسه عليه وهو الدفاع عن مصالح المادية والمعنوية للطلبة داخل الجامعة خلال ثلاثة سنوات منذ تأسيسه.السؤال ماذا وقع لهذه المنظمة الطلابية؟ سبق أن رفض اناس المتابعة في هذا المسار النضالي مفضلين مسايرة اهوائهم ونزاعاتهم الشخصية وانشقوا على حزب الاستقلال واسسوا تيار جديد سموه بالاتحاد الوطني للقوات الشعبية سنة 1959 وهو حزب له ميول يسارية. لم يلتزم الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بالحزب الذي يوازيه (حزب الاستقلال) ولم يلتزم بالحياد حتى بل ساند التيار الجديد بدون شروط وأعلن انحيازه الكلي للاتحاد الوطني للقوات الشعبية وأصبح الاهتمام فقط بالسياسة داخل الجامعة بدل التركيز على مصالح الطلابية وكانت أول طعنة في الوحدة الط بية. بل بقي البعض منهم وهم الطلبة الاستقلاليين يدعون في جميع المنابر الطلابية لتوحيد صفوف من جديد لكن لم يجد لندائهم أي رد.

أمام تفاقم هذه الأوضاع وامام خيانة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب للوحدة الطلابية الذي أصبح كل اهتماماته هو أن يعلِّم الطلبة بان الاتحاد خُلق من أجل اغراض سياسية، بل كحزب سياسي داخل الامعة. كل هذه الأوضاع جعلت من حزب الاستقلال في التفكير بتأسيس تنظيم طلابي بديل وهو الاتحاد العام لطلبة المغرب لإعادة القيمة للعمل النقابي داخل الجامعة. هكذا أتى الاتحاد العام لطلبة المغرب سنة 1962 المنقذ لمفهوم ومضمون الحركة الطلابية تحت شعار وحدة – تقدم – ديمقراطية.

يجب على كل طلبة المغرب أن يعلموا أن الاتحاد العام لطلبة المغرب دافع عن الديمقراطية والتعدد والاختلاف والحوار وناضل مناضلوه من أجل أن يخلصوا الجامعة من هيمنة الفكر الوحيد، وهو ما جعل الاتحاد على مر السنين مدرسة وقلعة للصمود والروح المواطنة.

كما عليهم معرفة الدور الإصلاحي والتأطيري والسياسة التواصلية التي ينهجها الاتحاد في تعاطيه مع قضايا الطلبة، حيث أضحى الاتحاد العام لطلبة المغرب الملاذ المفضل لديهم في كليات وجامعات المغرب لتحقيق مطالبهم ومصالحهم وتتبع مسيرة تحصيلهم، وليكن في علم جميع الطلبة أنّ هذا الدور لم يكن للاتحاد أن يلعبه لولا القيادة الرشيدة التي طبعت مسيرته منذ تأسيسه، حيث كان الصوت الوحيد داخل الحرم الجامعي الذي ينادي بتحرير الجامعة من الفكر الأحادي الشعبوي الذي لا يخدم مصالح الطالب في شيء اللهم خندقته في صراعات إيديولوجية غريبة عن ثقافتنا المغربية تضيع وقته وتسحق مستقبله وترمي به في غياهب الضياع الفكري والتحصيلي.

كما يجب اخد في الحسبان بالدور الطلائعي الذي بات يلعبه الاتحاد العام لطلبة المغرب في خدمة مصالح الطالب في الوقت الذي يعرف فيه واقع الحركة الطلابية تراجعا على جميع المستويات.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←