نبذة سريعة عن الاتحاد السوفيتي

اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية والمعروف بإسم الإتحاد السوڤيتي هي دولة اشتراكية سابقة عابرة للقارات، شملت حدودها أغلب مساحة أوراسيا من عام 1922م حتى انحلالها في عام 1991م. وخلال وجودها، كانت أكبر دولة من حيث المساحة، مُمتدة عبر إحدى عشرة منطقة زمنية وتشترك في الحدود مع اثني عشر دولة، وثالث أكبر دولة من حيث عدد السكان.

ولد الاتحاد السوفيتي من رحم الإمبراطورية الروسية التي أصابها الضعف والوهن مما حل بها من أحداث سياسية مثل الثورة الروسية التي قامت عام 1917م وتحولت فيما بعد إلى الحرب الأهلية الروسية والتي دامت أربعة أعوام كاملة فيما بين 1918م وحتى 1921م. في أعقاب الأضطرابات التي تلت الثورة الروسية، قامت ثورة أخري وهي ثورة أكتوبر عام 1917م عندما أطاح البلاشفة بقيادة ڤلاديمير لينين بالحكومة المؤقتة التي حلت في وقت سابق محل الملكية في الإمبراطورية الروسية في أعقاب الثورة الأولي، وكانت بداية حرب أهلية بين الجيش الأحمر البلشفي والعديد من القوات المناهضة للبلشفية عبر الإمبراطورية السابقة، ومن بينهم أكبر فصيل وهو الجيش الأبيض أو الحرس الأبيض، الذي شارك في قمع عنيف ضد الشيوعية، ويُعرِفها البلاشفة وأنصارهم من العمال والفلاحين باسم الإرهاب الأبيض. توسع الجيش الأحمر وساعد البلاشفة المحليين على تولي السلطة، وإنشاء السوفيتات. بحلول عام 1922م، انتصر البلاشفة، وشكلوا الاتحاد السوفيتي بتوحيد جمهوريات روسيا، والقوقاز، وأوكرانيا، وبيلاروس.

تكون الاتحاد السوفيتي من اتحاد العديد من الدول السوفيتية فيما بينها مكونة الكيان السياسي المعروف، وإن كان اسم «روسيا» (كُبرى الدول المؤسسة للاتحاد السوفيتي والوريث الشرعي له) ظل يُطلق على الكيان السياسي الجديد لفترة من الوقت من قِبل الغرب حتى مع وجود اسم «الاتحاد السوفيتي». وبنظرة سريعة نجد أن الاتحاد السوفيتي لم تكن له حدود دولية ثابتة منذ نشأته، إذ تغيّرت حدوده بتغير الزمن وتعاقب الأحداث التاريخية حيث قاربت حدوده في أعقاب الحرب العالمية الثانية حدود الإمبراطورية الروسية السابقة خاصة بعد ضم مساحات شاسعة من الأراضي المجاورة لأراضيه والتي تمثّلت في دول البلطيق وشرق بولندا ومنطقة بيسارابيا في شرق أوروبا وبذلك كان الاتحاد السوفيتي قد استعاد كامل حدود الإمبراطورية الروسية ماعدا باقي الأراضي البولندية والفنلندية وألاسكا.

بعد وفاة لينين عام 1924م، تولى جوزيف ستالين السلطة، وبدأ برنامج التحول الصناعي في الاتحاد السوفيتي والتنظيم الجماعي الذي أدى إلى نمو اقتصادي كبير ولكنه ساهم في مجاعة بين عامي 1930م و1933م والتي قيل إنها قتلت الملايين. تم توسيع نظام معسكرات العمل القسري الچولاچ. خلال أواخر الثلاثينيات، أجرت حكومة ستالين التطهير الكبير لإزالة المعارضين، مما أدى إلى عمليات ترحيل واسعة النطاق واعتقالات ومحاكمات صورية مصحوبة بخوف عام. بعد فشله في بناء تحالف مناهض للنازية في أوروبا، وقّع الاتحاد السوفيتي معاهدة عدم اعتداء مع ألمانيا النازية عام 1939م. ورغم ذلك، غزت ألمانيا الاتحاد السوفيتي عام 1941م في أكبر غزو بري في التاريخ، فاتحةً بذلك الجبهة الشرقية للحرب العالمية الثانية. لعب السوفييت دورًا حاسمًا في هزيمة دول المحور وتحرير معظم أوروبا الوسطى والشرقية. ولكن أتي ذلك بتكلفة باهظة، فقد تكبدوا ما يُقدر بـ 28 مليون ضحية، وهو ما يُمثل معظم الخسائر بين الحلفاء المنتصرين. في أعقاب الحرب، حول الاتحاد السوفيتي الأراضي التي احتلها الجيش الأحمر، مُشكلًا دولًا أشتراكية تابعة للاتحاد السوفيتي، وحقق تنمية اقتصادية سريعة رسخت مكانته كقوة عظمى.

أدت التوترات الجيوسياسية مع الولايات المتحدة إلى الحرب الباردة. اندمجت الكتلة الغربية بقيادة الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي (الناتو) في عام 1949م، مما دفع الاتحاد السوفيتي إلى تشكيل تحالفه العسكري الخاص، حلف وارسو، في عام 1955م. لم يشارك أي من الجانبين في مواجهة عسكرية مباشرة، وبدلًا من ذلك قاتلوا على أساس أيديولوجي ومن خلال حروب بالوكالة. في عام 1953م، بعد وفاة ستالين، قام الاتحاد السوفيتي بحملة لاجتثاث الستالينية بقيادة نيكيتا خروتشوف، والتي شهدت انتكاسات ورفضًا للسياسات الستالينية. تسببت هذه الحملة في توترات أيديولوجية مع جمهورية الصين الشعبية بقيادة ماو تسي تونغ، وبلغت ذروتها في الانقسام الصيني السوفيتي المرير. خلال الخمسينيات من القرن الماضي، وسَّع الاتحاد السوفيتي جهوده في استكشاف الفضاء وتولى زمام المبادرة في سباق الفضاء مع أول قمر صناعي، وأول رحلة فضائية بشرية، وأول محطة فضائية، وأول مسبار يهبط على كوكب آخر.

في عام 1985، سعى آخر زعيم سوفيتي، ميخائيل غورباتشوف، إلى إصلاح البلاد من خلال سياساته للإنفتاح (الغلاسنوست) وإعادة الهيكلة (البيريسترويكا). في عام 1989م، أطاحت دول مختلفة من حلف وارسو بأنظمتها المدعومة من السوفيت، مما أدى إلى سقوط الكتلة الشرقية. اندلعت موجة كبيرة من الحركات القومية والانفصالية في جميع أنحاء الاتحاد السوفيتي، وخاصة في أذربيجان وجورجيا ودول البلطيق. في عام 1991م، وسط الجهود المبذولة للحفاظ على البلاد كاتحاد متجدد، دفعت محاولة انقلاب ضد غورباتشوف من قبل شيوعيين، أكبر الجمهوريات - أوكرانيا وروسيا وبيلاروسيا - إلى الانفصال. في 26 ديسمبر، اعترف غورباتشوف رسميًا بتفكك الاتحاد السوفيتي. أشرف بوريس يلتسين، زعيم جمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفيتية، على إعادة تشكيلها في الاتحاد الروسي، الذي أصبح الدولة الخلف للاتحاد السوفيتي؛ ظهرت جميع الجمهوريات الأخرى كدول مستقلة تمامًا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. تأسست رابطة الدول المستقلة في أعقاب الانهيار الكارثي للاتحاد السوفييتي، على الرغم من أن دول البلطيق لم تنضم إليها أبداً.

حقق الاتحاد السوفيتي خلال فترة وجوده العديد من الإنجازات والابتكارات الاجتماعية والتكنولوجية الهامة. كان الاتحاد السوفيتي من أكثر الدول الصناعية تقدمًا خلال فترة وجوده. كان لديه ثاني أكبر اقتصاد وأكبر جيش قائم في العالم. بصفته دولة مصنفة بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، كان يمتلك أكبر ترسانة من الأسلحة النووية في العالم. بصفته دولة من الحلفاء المنتصرين في الحرب العالمية الثانية، كان عضوًا مؤسسًا في الأمم المتحدة وأحد الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. قبل تفككه، كان الاتحاد السوفيتي أحد القوتين العظميين في العالم من خلال هيمنته في أوروبا الشرقية وآسيا، ودبلوماسيته العالمية، ونفوذه الأيديولوجي (خاصة في الجنوب العالمي)، وقوته العسكرية، وقوته الاقتصادية، وإنجازاته العلمية.

كان يتكون من خمسة عشر جمهورية ذات حكم ذاتي. وتعد موسكو التي كانت متواجدة في جمهورية روسيا الاشتراكية السوفيتية عاصمة لها. المراكز الحضرية الرئيسية الأخرى كانت لينينغراد (كانت أيضاً في جمهورية روسيا الاشتراكية السوفيتية)، كييف (في جمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفيتية)، مينسك (في جمهورية بيلاروس الاشتراكية السوفيتية)، طشقند (في جمهورية أوزبكستان الاشتراكية السوفيتية)، ألما آتا (في جمهورية كازاخستان الاشتراكية السوفيتية) ونوفوسيبيرسك.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←