الإنسان الفسيولوجي الافتراضي هي مبادرة أوروبية تهتم في الإطار المنهجي التكنولوجي، الذي يمكن النقاش والعمل التعاوني لتحقيق ومعاينة جسم الإنسان كنظام كامل ومعقد. إن إطار العمل الجماعي يسمح بمشاركة المصادر والملاحظات التي تشكلها المؤسسات والمنظمات المختلفة، مما يخلق منه نماذج مختلفة على أجهزة الحواسيب، ولكنها متكاملة مع بعضها من حيث الوظائف الميكانيكية والفيزيائية والكيميائية الحيوية لجسم الإنسان الحي.
إن إطار عمل الإنسان الفسيولوجي الافتراضي يهدف إلى أن يكون «تكامليًا وتوقعيًا ووصفياً». كلابوورثي ومساهمون آخرون يقولون أنه من المهم ان يكون إطار العمل «وصفيًا» أي من خلال السماح بجمع ملاحظات الرعاية الصحية والمختبرات حول العالم ليتم جمعها وفهرستها وتنظيمها ومشاركتها ودمجها بأي طريقة ممكنة، ويجب أن يكون العمل «تكامليًا» أي من خلال تمكين التحليل التعاوني لتلك الملاحظات، بواسطة المهنيين ذوي الصلة، من أجل إنشاء فرضيات نظامية. وأخيرًا يجب أن يكون العمل «توقعيا» أو تنبؤياً أي من خلال تشجيع الترابط بين النماذج المتوقعة التي تقبل التوسيع والتطوير، وبين الشبكات النظامية التي تعزز تلك الفرضيات النظامية، مع السماح بمقارنة الملاحظات ورصد الفرضيات.
يتكون إطار العمل من مجموعات كبيرة من بيانات في علم التشريح، وفي علم وظائف الأعضاء، وفي الحالات المرضية المجمعة والمخزنة في تنسيق رقمي والذي عادةً ما يكون مخزن عن طريق عمليات المحاكاة التنبؤية المطورة (التجارب الافتراضية التي تحل محل التجارب الحقيقية) لهذه المجموعات الكبيرة من البيانات، وعن طريق الخدمات التي تهدف إلى دعم الباحثين في إنشاء وصيانة هذه النماذج للإنسان الفسيولوجي الإفتراضي، وكذلك عن طريق إنشاء «تقنيات المستخدم النهائي» لسهولة استخدامها في الممارسة السريرية. تهدف نماذج الإنسان الفسيولوجي الإفتراضي إلى دمج العمليات الفسيولوجية مختلفة المصدر عبر مقاييس الطول والوقت المختلفة. وتمكن هذه النماذج إمكانية جمع البيانات الخاصة بالمريض والتمثيلات السكانية. إن الهدف هو تطوير نهج نظامي يهدف إلى فهم أفضل للتعقيد دون تبسيط الواقع كثيرًا أي يتجنب تقسيم الأنظمة البيولوجية بأي طريقة معينة إلى تفاصيل صغيرة (الجسم، العضو، الأنسجة، الخلايا، الجزيئات)، وهذا يكون من خلال تقسيم المعلومات العلمية إلى أفرع مثل: علم الأحياء وعلم وظائف الأعضاء والفيزياء الحيوية والكيمياء الحيوية والاحياء الجزيئية والهندسة الحيوية، أو من خلال التفرع التشريحي مثل: القلب والأوعية الدموية والجهاز العضلي الهيكلي والجهاز الهضمي، إلخ.