الإمبراطوريَّة البابليَّة الحديثة (بالأكديَّة: 𒆳𒆍𒀭𒊏𒆠، نقحرة: ماتبابل) الإمبراطوريَّة البابليَّة الثانية أو الإمبراطوريَّة الكلدانيَّة (بالأكديَّة: 𒆳𒅗𒇻𒁺، نقحرة: كَلدو) هي إمبراطوريَّة وقوة عُظمى نشأت في بلاد الرافدين وآخر إمبراطوريَّة كُبرى حكمت العراق القديم. ابتدأت بتتويج «نبوبلاسر» ملكًا للأركان الأربعة في بابل فدام مُلكها لما يُقارب قرنًا من الزمن. بلغت الدولة أقصى اتساعها في عهد الإمبراطور «نبوخذنصر الكبير» إذ امتدَّت حُدُودها لتشمل كامل بلاد الرافدين وبلاد الشام وعيلام وأرمينيا وأجزاء من الأناضول وشبه الجزيرة العربيَّة ومصر. شهدت الإمبراطوريَّة البابليَّة نهضةً علميَّة وثقافيَّة وفنيَّة وأدبيَّة غير مسبوقة في التاريخ الإنساني وأدركت نموًا اقتصاديًا وسكانيًا هائلًا حتى صارت عاصمتها «بابل» معقلًا للعلم والأدب والفُنُون وعاصمةً للدُنيا وأعجُوبة الزمان. وحتى بعد انهيار الإمبراطوريَّة البابليَّة ظل أثرها واضحًا في الثقافة العالميَّة في كل العُصُور التي تبعتها ويتجلىَّ هذا الأثر دينيًا وثقافيًا وسياسيًا.
هي إمبراطورية أسسها نبوبولاصر الكلدي سنة 627 ق م واستمر حكمها حتى سنة 539 ق م، تحرروا في البداية من حكم الآشوريين بعد ان سيطر نبوبولاصر على اقليم بابل الذي كان تابعا لحكم الآشوريين فتمكن في البداية من اعلان الاستقلال عن حكم الآشوريين وثم سيطر على كامل اقليم بابل والمناطق الجنوبية من بابل وتمكن من توحيد القبائل الكلدية، الا ان الآشوريين استمروا بمضايقة الكلدان وكانوا ينوون الإطاحة بنبوبولاسر، الا ان الملوك الآشوريين الذين خلفوا آشوربانيبال كانوا ضعفاء، بينما تمكن نبوبولاسر من توحيد القبائل الكلدية فلم يتمكن الاشوريين من اسقاط حكم الكلديين هذه المرة كما فعلوا في عدة مرات سابقة، فتمكن نبوبولاسر وبالتعاون مع الميديين من اسقاط مدينة نينوى عاصمة الآشوريين سنة 612 ق م واسس إمبراطورية كبيرة وتميزت الامبراطورية الكلدانية بالعمران والفنون والعلوم.
و كان حكام بابل استعادوا تراث بلاد ما بين النهرين القديم، حيث احيوا التراث السومري الاكدي وبالرغم ان اللغة الآرامية أصبحت اللغة العامية عند البابليون لكن اللغة الأكادية كانت اللغة الرسمية في الوثائق والدواوين الرسمية.