يقع جبل طارق، على الطرف الأقصى في غرب البحر الأبيض المتوسط. وهو يحتل موقعاً استراتيجياً استثنائياً، وهو ما جعله موضوع صراعات عسكرية عديدة، ذلك أنه يشكل نقطة مفصلية للسيطرة على عموم حوض المتوسط. وهكذا تحارب من أجله، الرومان والقرطاجيون والأوروبيون والعرب المسلمون، قبل أن يقع في عام 1704م، تحت سيطرة البريطانيين. وقد دخل الإسلام إلى جبل طارق خلال الفتوحات الإسلامية في شمال أفريقيا والأندلس على يد الأموين عام 710م.
اكتسب جبل طارق تسميته، من اسم القائد الإسلامي طارق بن زياد، الذي أقام «رأس جسر» في أوروبا، واجتاز مع جنوده المضيق، إلى الأراضي الأسبانية، خلال فترة الفتوحات العربية الإسلامية- وكان البريطانيون قد احتفظوا باستمرار بوجود عسكري مهم في جبل طارق. وإذا كان هذا الوجود قد تضاءل كثيراً اليوم، فإن آثاره لا تزال باقية بوضوح. يتجاوز عدد سكان جبل طارق أربعين ألف نسمة، معظمهم من أُصول بريطانية وإيطالية ومالطية وبرتغالية ومغربية وإسبانية، وتعمل غالبيتهم في الجيش البريطاني، ويدين معظمهم بالمسيحية ويتبعون الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، وتوجد أقلية مسلمة.