الدليل الشامل لـ الإسلام في تايلاند

يشكّل المسلمون في تايلند أقلية سكانية، ويتمركز معظمهم في الأقاليم الجنوبية للبلاد، ولا سيما في محافظات فطاني ويالا وناراتيوات. تعود أصول غالبية المسلمين التايلنديين إلى الملايو المقيمين في شبه الجزيرة الماليزية، كما يرجع بعضهم إلى جماعات من التجار العرب والهنود الذين وفدوا إلى المنطقة منذ القرن الثاني عشر الميلادي، وأسهموا في نشر الإسلام وتعزيز الروابط التجارية والثقافية عبر المحيط الهندي.

اعتنق أحد ملوك الملايو، الذي كان يدين بالهندوسية، الإسلام على يد داعية من أصل إندونيسي ويُقال إنه كان ذا أصول عربية، واتخذ لقب السلطان مظفر شاه. وقد شكّل هذا الحدث محطة بارزة في تاريخ انتشار الإسلام في منطقة جنوب شرق آسيا.

ووفقاً لتقديرات مركز بيو للأبحاث، بلغ عدد المسلمين في تايلند نحو 5.5% من إجمالي السكان سنة 2010، ومن المتوقع أن ترتفع النسبة إلى نحو 8.3% بحلول عام 2050. في المقابل، تشير بيانات التعداد التايلندي إلى انخفاض نسبة المسلمين من 4.9% عام 2010 إلى 4.2% عام 2015، حيث تراجع عددهم من حوالي 3.2 مليون نسمة إلى 2.8 مليون نسمة خلال الفترة نفسها.

ينتمي مسلمو تايلند إلى خلفيات إثنية متعددة. فأغلبية المسلمين من أصول ملاوية يتركزون في الأقاليم الجنوبية مثل فطاني ويالا وساتون وسونغكلا وناراتيوات وكرابي. أما المسلمون من أصول بورمية (المون) أو صينية جنوبية فيقيمون أساساً في شمال البلاد، بينما يتركز ذوو الأصول الهندية والباكستانية والإيرانية والعربية في المناطق الوسطى، ولا سيما في العاصمة بانكوك ومحيطها.

اتخد الإسلام في طريق وصوله إلى هذه المنطقة محورين، محور جنوبي قدم إلى المنطقة عن طريق التجار العرب وخاصة الحضارمة ، واتسع انتشار الإسلام بعد ذلك، وزاد انتشار الإسلام في القسم الجنوبي بتايلاند حتى صارت بأيدي المسلمين، وزاد قدوم العرب واندماجهم بالسكان.

تأسست دولة إسلامية مستقلة وارتبطت بعلاقات خارجية مع العديد من الدول أسمها مملكة فطاني الإسلامية، وحاول التايلانديين احتلال فطاني في سنة 917 هـ وفي سنة 1200 هـ، وواجه المسلمون هذه المحاولات بمقاومة عنيفة، ونقل التايلانديين العديد من المسلمين إلى العاصمة بانكوك، غير أن هذا جاء بمزيد من المسلمين الذين دخلوا الإسلام، وأخيراً اندمجت فطاني في مملكة تايلاند في سنة 1327 هـ.

والمحور الثاني الذي قدم الإسلام عن طريقه إلى تايلاند (المحور بري) جاء من جنوب الصين من منطقة يونان حيث انتشر الإسلام في منطقة عريضة، وسيطر على مساحات واسعة، وأطلق الصينيون على المسلمين (الهوى) ونشط قدوم الإسلام عن طريق هذا المحور لا سيما في عهد الإمبراطور (قبلاي خان)، وقدم الإسلام مع العناصر المهاجرة، وتقدم مع توغلهم في شمالي تايلاند، وتمركز في بقاع شتى من وسط وشمال تايلاند، وحصيلة هذا المحور الآن 7 ملايين مسلم، ويشكل المسلمون خمس جماعات سلالية كبيرة في تايلاند من العرب والفرس والهنود والصينيين والماليزيين والتايلانديين. ويقدر عدد المسلمين في تايلاند بما بين نصف إلى 1,2 مليون.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←