يتسبب الإرهاب في خسائر أو دمار. ولمواجهة تلك الجرائم، شنت الصين «حربا شعبية» على الإرهاب باستخدام كل قوة ممكنة لتوجيه ضربة قاسمة للانشطة الارهابية.
سلسلة من الهجمات
كان الهجوم الإرهابي الذي اسفر عن مقتل 31 شخصا واصابة 141 اخرين خلال شهر مارس في محطة للسكك الحديدية في مدينة كونمينغ عاصمة مقاطعة يوننان بجنوب غرب البلاد، من بين الهجمات الأولى هذا العام، التي غيرت موقف المواطنين الصينيين تجاه الإرهاب.
ووصف كثيرون الهجوم بانه «11 سبتمبر الصينية», الذي جلب الخوف والذعر في حياة المواطن العادي أثناء قضاء العطلة أو انتظار القطار أو مساومة البائعين في محطات القطارات.
وكتب أحد سكان كونمينغ على موقع التدوينات القصيرة الصينية ((سينا ويبو)) بعد المأساة «لم أدرك أبدا أن الارهابيين يقتربون منا لهذة الدرجة».
وقال الباحث المشارك في اكاديمية شينجيانغ للعلوم الاجتماعية توروينجان تورسون إنه بعد رؤية الهجوم على كونمينغ، بدأ الصينيون بالاعتقاد بانه من الممكن حدوث ذلك في مدنهم وحولهم أو لعائلاتهم.
يشير الإرهاب في الصين إلى استخدام العنف أو التهديد باستخدامه لإحداث تغيير سياسي أو أيديولوجي في جمهورية الصين الشعبية. يختلف تعريف الإرهاب بين الباحثين، وبين الهيئات الدولية والوطنية وعبر الزمن، ولا يوجد تعريف ملزم قانونًا على المستوى الدولي. في السياق الثقافي للصين، المصطلح جديد وغامض نسبيًا.
تعتبر حكومة جمهورية الصين الشعبية الإرهاب أحد «الشرور الثلاثة» التي تشمل أيضًا الانفصالية والتطرف. تنظر بكين إلى هذه القوى على أنها تهديدات مترابطة للاستقرار الاجتماعي والأمن القومي. وعلى وجه الخصوص، يُنظر إلى الإرهاب على أنه مظهر عنيف من مظاهر الانفصال العرقي، ويُفهم أن الانفصالية هي نتيجة طبيعية للتعصب الديني. شرعت الحكومة في حملات صارمة لقمع هذه الاتجاهات، لا سيما في منطقتي شينجيانغ والتبت.
منذ هجمات 11 سبتمبر 2001، عززت حكومة جمهورية الصين الشعبية مشاركتها في الجهود الثنائية والمتعددة الأطراف لمكافحة الإرهاب. ونتيجة لهذه الجهود، صنفت الأمم المتحدة ووزارة الخارجية الأمريكية بعض الحركات الانفصالية الأويغورية على أنها جماعات إرهابية. كانت هناك ادعاءات بأن الحكومة الصينية تطبق الاتهامات بالإرهاب بطريقة غير متسقة وأحيانًا ذات دوافع سياسية.