الإجهاض والفجيعة هما حدث وما تلاه من عملية الأسى التي تتطور استجابة للإجهاض. تقريبًا كل الذين يعانون من الإجهاض يعانون من الفجيعة. غالبًا ما يعتبر هذا الحدث مطابقًا لفقدان الطفل وقد وصف بأنه صدمة. «الدمار» هو وصف آخر للإجهاض. تختلف الفجيعة عن الحزن العاطفي. فالحزن هو العاطفة المصاحبة للفجيعة. من ناحية أخرى، هي رد فعل على فقدان رابطة أو عاطفة تشكلت، وهي عملية وليست استجابة عاطفية واحدة. الفجيعة لا تعادل الاكتئاب. كما أن لها أبعاد جسدية، معرفية، سلوكية، اجتماعية، ثقافية، وفلسفية. الوفاة والحداد يشيران إلى الحالة المستمرة للخسارة، والفجيعة هي رد الفعل على تلك الخسارة. قد تكون الاستجابات العاطفية مرارة وقلق وغضب ومفاجأة وخوف واشمئزاز وإلقاء اللوم على الآخرين. قد تستمر هذه الردود لأشهر. يمكن أن يقل تقدير الذات كرد فعل آخر على الإجهاض. لا يكون الإجهاض حدثًا مؤلما فحسب، بل تصف النساء معاملات الآخرين معهن بعد ذلك بأنها أسوأ من الإجهاض نفسه.
يكون الإجهاض غالبًا «محطمًا للقلب»، فهو يؤثر على كل من المرأة والزوج والشريك والأشقاء والأجداد ونظام الأسرة بأكمله، بالإضافة إلى الأصدقاء. تحدث عادة صدمة عاطفية خطيرة بعد حدوث الإجهاض مباشرة. يتعرض البعض للخسارة والأوجاع نفسها بعد انتهاء الحمل الهاجر (الحمل خارج الرحم). في بعض الحالات، يمكن أن يستغرق حدوث الإجهاض أسابيع. يُشكّل تقديم الدعم الأسري للأشخاص الذين يعانون من الخسارة تحديًا كبيرًا، لأن البعض يجدون الراحة في الحديث عن الإجهاض، في حين أن آخرين قد يجدون صعوبة في مناقشة هذا الحدث. يمكن أن يعيش والد الطفل نفس المشاعر الحزينة التي تُصيب الأم. لكن التعبير عن مشاعر الفجيعة والخسارة يكون أمرًا صعبًا على الرجال. يستطيع بعض النساء البدء بالتخطيط لحملهن التالي بعد أسابيع قليلة من حدوث الإجهاض، لكن قد تجد أُخريات أن هذه التخطيط لحمل جديد ليس بالأمر السهل. هناك منظمات تقدم المعلومات والنصائح لمساعدة الأشخاص الذين عانوا بسبب الإجهاض. بعض النساء أكثر عرضة من غيرهن للإصابة بالفجيعة لفترات طويلة من الزمن.