الأوقاف في مصر منذ المرحلة الأولى التي أعقبت دخول المسلمين مصر، دخل نظام الوقف الإسلامي إليها، وأدَّى دوراً تنموياً وغطى مختلف مجالات الحياة، وكان مسجد عمرو بن العاص، أول وقف في مصر وفي افريقيا، وتوالت الأوقاف وكثُرَت في العهد الأموي، وتوسعت أكثر في العهد العباسي، حتى شملت مصارف ريعها مختلف جوانب الحياة، وأخذت في التطور من حيث الأداء الوظيفي، والتنظيم الإداري، مما أسهم في عملية التكوين التاريخي لنظام الوقف في مصر.
وفي عهد الأيوبيين والمماليك، ازدهر الوقف واتسع، وأحدث نظام للأوقاف تمثل في التنظيم، وحركة البناء والتعمير في مختلف المرافق العامة، وتوسعت حتى شملت الخدمات الطبية في العهد العثماني، وتخصيص البيمارستانات للفقراء دون الأغنياء، وظلت الأوقاف في مصر تنمو، وتؤدي أغراضها، حتى منتصف القرن الثاني عشر الهجري، ثم بدأ دورها يضعف، وريعها يسلب، حتى أن كثيرا من المكاتب أغلقت بسبب تعطِّل أوقافها، والاستيلاء عليها.