بالنظر إلى الأدلة الأثرية والنصية، يُعتقد بأن الآلاف من الأوروبيين عاشوا في الإمبراطورية الصينية، خلال فترة حكم المغول، وكانوا بالأساس من بلدان تعود تقليديًا إلى أراضي العالم المسيحي خلال فترة العصور الوسطى العليا وحتى أواخرها، وزاروا الصين أو مارسوا التجارة فيها أو بشروا للديانة المسيحية أو عاشوا فيها. كانت أغلب تلك التقاعلات الأوروبية الصينية خلال النصف الثاني من القرن الثالث عشر والنصف الأول من القرن الرابع عشر، تزامنًا مع حكم الإمبراطورية المغولية، التي كانت تحكم جزءًا كبيرًا من أوراسيا وربطت أوروبا بالصين خلال فترة حكم سلالة يوان (بين عامي 1271 و 1368). في حين حافظت الإمبراطورية البيزنطية المتمركزة في اليونان ومنطقة الأناضول على بعض المراسلات المحدودة مع سلالات تانغ وسونغ ومينغ الحاكمة في الصين، فقد أرسلت البابوية الرومانية العديد من المبشرين، والممثلين عن السلطة إلى الإمبراطورية المغولية المبكرة، وإلى خانبليق (بكين الحالية)، التي كانت عاصمة دولة يوان العظمى. لم يسبق للصينيين أن تواصلوا مع الغرب إلا من خلال المراسات النادرة بين سلالة هان الحاكمة للإمبراطورية الصينية (202 – 221م) وبين الإغريق الهلنستيين والرومان.
تنقل المبشرون والتجار الأوروبيون عبر المملكة المغولية، وبشكل رئيسي عبر العاصمة المغولية قراقورم، خلال فترة زمنية أشار إليها المؤرخون باسم «باكس منغوليا». ولعل أهم نتيجة سياسية لهذه التحركات الشعبية ولتكثيف التعاملات التجارية، قد تمثلت بتشكيل التحالف الفرنسي المغولي على الرغم من عدم اكتمال هذا التحالف بشكل كامل، على الأقل، بطريقة ملائمة. أدى تأسيس حكم سلالة مينغ في عام 1368، وإعادة تأسيس حكم سلالة الهان الصينية الأصلية، إلى إنهاء تواجد التجار الأوروبيين والمبشرين الكاثوليك في الصين بشكل كامل. لم يُجدد الاتصال المباشر بين الصينيين والأوروبيين إلّا في العقد الأول من القرن السادس عشر، خلال عصر الاستكشاف.
سافر التاجر الإيطالي، ماركو بولو، وسبقه والده وعمه نيكولو ومافيو بولو، إلى الصين خلال فترة حكم المغول. كتب ماركو بولو رسالة تحدث فيها عن رحلاته في الصين، وكذلك فعل كل من الراهب الفرنسيسكاني، أوردوريك ماتيوسي، والتاجر فرانسيسكو بالدوتشي بيغولوتي. كتب المؤلف جون ماندفيل أيضًا عن رحلاته إلى الصين، إلا أنه من المعتقد أنه استند في كتاباته هذه على وثائق موجودة أصلًا. أسس جيوفاني دا مونتيكورفينو، وخلفه جيوفاني دي مارينيولي، الأبرشية الرومانية في خانبليق. تمكن بعض الأوروبيين الآخرين، أمثال أندريه دي لونجومو، من الوصول إلى الأراضي الحدودية الشرقية للصين، ضمن رحلاتهم الدبلوماسية إلى البلاط الملكي المغولي، في حين سافر آخرون، مثل جيوفاني دا بيان ديل كاربين وبينيديكت بولاك ووليام روبرك، إلى منغولا. كان الربان المسيحي النسطوري الأويغوري، رابان صوما، أول دبلوماسي من الصين يصل إلى المحاكم الملكية المسيحية في الغرب.