الأنثروبولوجيا الهيكلية هي مدرسة من الأنثروبولوجيا تعتمد على فكرة كلود ليفي ستروس أن هناك هياكل عميقة أساسية في كل الثقافات وبالتالي فإن لكل الممارسات الثقافية نظائر مماثلة في ثقافات أخرى لأن كل الثقافات موضوعية.
نشأ منهج ليفي ستروس في قطاع كبير من الجدليات التي شرحها ماركس وهيغل بالرغم من أن الجدليات (كمفهوم) يرجع تاريخها إلى الفلسفة اليونانية القديمة. يفسر هيجل أن كل موقف يعرض أمرين متعارضين وحلًا لكلٍ منهما؛ أطلق فيشته على هذه الأمور المصطلحات «الأطروحة ونقيض الأطروحة والتوليف». جادل ليفي ستروس أن الثقافات أيضًا لديها هذا الهيكل. فأظهر على سبيل المثال كم يمكن أن تتعارض أفكار متناقضة وحدثت التسوية بينها لتأسيس قواعد الزواج والميثيولوجيا والطقوس. وشعر أن هذا المنهج مخصص للأفكار الجديدة فقال:«يفكر الناس بشأن العالم باعتباره أضداد ثنائية –مثل عالٍ ومنخفض، وداخل وخارج، والإنسان والحيوان، والحياة والموت– وأن كل ثقافة يُمكن فهمها عبر هذه الأضداد. تستفيد أساسًا عملية الإدراك البصري من التضاد الثنائي.وحدهم من يمارسون التحليل الهيكلي على دراية بما هم يحاولون فعلًا أن يفعلوه: وهو إعادة توحيد وجهات النظر التي اعتقدت النظرة العلمية الضيقة في القرون الحديثة أنها لا تعتمد على بعضها: الإحساس والفكر، الكم والكيف، الراسخ والهندسي، أو كما نقول اليوم، المقاربة الداخلية والخارجية»وقد أظهر أنه في أمريكا الجنوبية هناك «منظمات مزدوجة» في ثقافات غابة الأمازون وأن هذه «المنظمات المزدوجة» تقدم المتضادات وتؤلف بينها. كمثال، وجد أن قبائل جيه من الأمازون قد قسَّمت القرى عندهم إلى نصفين متخاصمين؛ لكن تزوج أفراد النصفين من بعضهما وحلَّوا الخصام.
ويدعي أن الثقافة يجب أن تأخذ في الاعتبار كلًا من الحياة والموت وعليها أن تتخذ سبيلًا متوسطًا بين الاثنين. فالميثولوجيا توحد بين المتناقضات بطرق متنوعة.
من أبرز علماء الأنثروبولوجيا الهيكلية ثلاثة هم: ليفي ستروس نفسه والبريطانيين من أتباع الهيكلية الحديدة، رودني نيدهام وإيدموند ليتش. كتب الأخير مقالات مثل «الزمن والملحوظات الخاطئة» (في إعادة التفكير في الأنثروبولوجيا).