نشأت الأناركية في جورجيا خلال أواخر القرن التاسع عشر من رحم حركة التحرر الوطنية الجورجية والحركة العدمية الروسية. وبلغت أوجها أثناء الثورة الروسية في عام 1905 عقب عودة عدد من الأناركيين من المنفى للانخراط في النشاطات الثورية مثل ما حدث في الجمهورية الغوريانية حديثة العهد.
لعب الأناركيان الجورجيان ميخائيل تسيريتيلي وفارلام تشيركزيشفيلي دورًا كبيرًا في تطور الأفكار الأناركية في البلاد، بيد أن الأناركيين الجورجيين واظبوا كفاحهم من أجل تحقيق التحرير الوطني على خلاف الأناركيين الأوروبيين والروس. حظيت هذه الأيديولوجيا المعارضة لإقامة دولة على دعم من الساسة الجورجيين الذين قادوا النضال من أجل تحرير الشعب الجورجي، والذين حاربوا طوال حياتهم من أجل نيل حق تقرير المصير الوطني. أما بالنسبة للنظرية الأناركية حول اندثار الدولة فقد كان استهجان المركزية وتأييد لامركزية الحكومة النهج الأمثل بالنسبة لجميع الأشخاص التقدميين في جورجيا ومثل الأساس الذي أفضى إلى نجاح البلاد. قاتل هؤلاء في سبيل نيل جورجيا للحكم الذاتي، بل أنهم ذهبوا أبعد من ذلك: مطالبين بحصول البلاد على استقلالها الكامل خلال العقد الثاني من القرن العشرين. ودافعوا عن شعار «المساواة لجميع الأمم»، وكانوا على الاعتقاد القائل أن اهتمام الأمة بالوضع الاجتماعي كان مرهونًا بتحقيقها للاستقلال الوطني.
تضعضعت الحركة الأناركية الجورجية خلال الحرب العالمية الأولى نظرًا لأن نشاط أعضائها الجورجيون كان خارجيًا. لم تعد الأناركية قوة سياسية فاعلة عقب اندلاع الثورة الروسية. لم ينكفئ الأناركيون الجورجيون عن محاربة اللينينية دون هوادة، واستنكروا كافة أشكال العنف بما في ذلك تجلياته كدولة. ومن وجهة نظرهم فقد كان إحراز التقدم محصورًا على الأشخاص الأحرار. كذلك حاربوا دكتاتورية البروليتاريا المتشكلة جراء غزو الجيش الأحمر لجورجيا.