الأناركية أو اللاسُلطوية في نظرية العلاقات الدولية، هي الفكرة القائلة بأن العالم يفتقر إلى سُلطة أو سيادة عُليا. فلا يوجد في الحالة الأناركية قوة قاهرة ولها أفضلية في تدرجها الهرمي، يمكنها أن تحل النزاعات وتفرض القانون، أو تصدر أمرًا للنظام السياسي الدولي. وتُقبل الأناركية على نطاق واسع في العلاقات الدولية بوصفها نقطة انطلاق بالنسبة لنظرية العلاقات الدولية.
وبينما يستخدم بعض علماء السياسة مصطلح الأناركية للإشارة إلى عالم يسوده حالة من الفوضى والاضطراب أو الصراع، فإن الآخرين يرون الأمر ببساطة على أنه انعكاس لشكل النظام الدولي: دول مستقلة لا يوجد فوقها سُلطة مركزية. تعطي الأناركية الأسس اللازمة للنماذج الإرشادية لدى أصحاب المذاهب الواقعية والواقعية الجديدة والليبرالية والنيوليبرالية في مجال العلاقات الدولية. وتزعم النظرية البنيوية أن الأناركية تمثل شرطًا أساسيًا بالنسبة للنظام الدولي. وحاجج المُنظر البنيوي ألكسندر فونت بأن الأناركية هي ما تصنعها الدول. فبينما يتميز النظام الدولي بأنه أناركي مثلما يرى فونت، فإن الأناركية لا تحدد تصرف دولة بالطريقة التي تتصورها المدارس الأخرى لنظرية العلاقات الدولية، ولكنها عوضًا عن ذلك عبارة عن بناء للدول في النظام.