تشكل الأقليات في تركيا جزءًا كبيرًا من سكان البلاد، إذ تمثل ما بين 25-28% من السكان. كان الإسلام الدين الرسمي والمهيمن تاريخيًا في الإمبراطورية العثمانية، وكان للمسلمين حقوق أكثر من غير المسلمين، الذين كانت حقوقهم مقيدة. صُنفت المجموعات العرقية الدينية غير المسلمة (أهل الذمة) قانونيًا بمختلف الملل (الأمم).
أصبح جميع المسلمين العثمانيين من المواطنين أو جزءًا من الأمة التركية الحديثة بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وانهيار الدولة العثمانية، إذ تشكلت جمهورية تركيا التي تأسست حديثًا كدولة أمة إسلامية. نظرت السياسة القومية التركية إلى جميع المسلمين في تركيا على أنهم أتراك (التُرك) دون استثناء، وصنفت الأقليات غير المسلمة، مثل اليهود والمسيحيين، على أنهم «أمم أجنبية» (أهل الذمة). وعلى العكس من ذلك، استُخدم مصطلح الترك (مصطلح للمسلمين) للإشارة إلى جميع المجموعات في المنطقة التي أسلمت تحت الحكم العثماني، وخاصة المسلمين الألبان والمسلمين السلافيين.
حددت معاهدة لوزان لعام 1923 الأرمن واليونانيين واليهود والمسيحيين بشكل عام كأقليات عرقية (أهل الذمة). لم يُمنح هذا الوضع القانوني للأقليات المسلمة، مثل الأكراد، الذين شكلوا أكبر أقلية بفارق كبير، ولا أي من الأقليات الأخرى في البلاد. لا تجمع البيانات حول التركيبة العرقية للبلاد رسميًا في تركيا الحديثة، على الرغم من وجود تقديرات مختلفة. بقي القانون ينظر إلى جميع المواطنين المسلمين كأتراك، بغض النظر عن عرقهم أو لغتهم، على النقيض من الأقليات غير المسلمة، التي ما زالت تُصنف على أنهم من «غير الأتراك» ومن ثم فإن أكبر أقلية عرقية، الأكراد، الذين يدينون بالإسلام في الغالب، يصنفون على أنهم «أتراك» ببساطة. نصت اتفاقية الصداقة بين تركيا وبلغاريا، المؤرخة في 18 أكتوبر 1925، على الاعتراف بالأقلية البلغارية رسميًا في تركيا، ولكن لم يعد هناك أي وجود للأقلية البلغارية في تركيا. قضت محكمة أنقرة الإدارية للدائرة الثالثة عشرة في 18 يونيو 2013 بالإجماع أن الآشوريين مدرجون كمستفيدين من معاهدة لوزان، إذ سُمح للآشوريين بفتح أول مدرسة تدرس بلغتهم الأم.
يُعتقد أن الحكومة التركية تُقلل من تقدير عدد الأقليات العرقية، ومن ثم، فإن العدد الدقيق لأعضاء الجماعات العِرقية المسلمة غير معروف، وذلك يشمل العرب والألبان والبوسنيين والشركس والشيشان والأبخاز وتتار القرم واللاز والأرمن الهمشين والأكراد والبوماك والغجر الأتراك واليونانيين البنطيين، إضافة إلى مجموعات أصغر مثل الدوم واللوم وشعب الفالهاديس والمسلمين اليونانيين والمسلمين الكريتيين والنانتينيت والأيمرخيفيين.
إن العديد من الأقليات المسلمة غير التركية هم من أحفاد المسلمين (المهاجرين) الذين طُردوا من الأراضي التي فقدتها الإمبراطورية العثمانية المتقلصة، مثل البلقان وجبال القوقاز. اندمجت الغالبية العظمى منهم في الأغلبية التركية وتزوجوا منهم، واعتمدوا اللغة التركية وأسلوب الحياة التركي، على الرغم من أنهم لا يعرفون أنفسهم بالضرورة كأتراك، خاصة البوماك. تقوي سياسات التتريك والقومية التركية العدوانية هذه الاتجاهات.