اكتشاف قوة الأصبغة في العصر الإسلامي

كانت الصباغة من الصناعات المهمة والاختصاصية، والمرتبطة على نحو وثيق ومباشر بصناعة النسيج. وقد بقيت الأصبغة الطبيعية المستخرجة من الحيوانات والنباتات هي الأصبغة الوحيدة المتوفرة حتى اكتشاف الأصبغة التركيبية في القرن التاسع عشر. ويجب الذكر هنا، أن الكتابات الموجودة لم تتناول جميع أنواع الأصبغة المستخدمة فعلا لأن مهنة الصباغة كما هي الحال في الكثير من الأسرار التلقينية للصناعات الإسلامية، تُنقل كحكمة باطنة من جيل إلى جيل، من المعلم إلى ابنه كما تلقاها عن أبيه، وحافظ على كتمان أسرارها المهنية، ولم تكتب قط، وحتى في حال كشف خباياها تظل ممارستها أقرب إلى الحساسية المبدعة منها إلى الوصفات الكيميائية الجاهزة. بالإضافة إلى أن طرق الصباغة المذكورة في المصادر العربية لم تدرس دراسة كافية.

وقد دمرت المعارف الصباغية وممارستها الكيميائية البيولوجية (بصفتها نشاطًا تفاعليًا وتخميريًا يشتمل النبات والزهر والثمر ولحاء الأشجار والأملاح والأكاسيد وبعض الديدان والحشرات مثل الخنفساء)، وذلك مع تدمير المدن القديمة العربية والإسلامية، وتفتيت نسيجها الحضري بالتحديث التنظيمي العشوائي.

وقد كانت الصباغة ترتبط أكثر بالحياة الحضرية، حتى أن الصبّاغين يعتبرون من كبار المحترفين والعارفين النخبويين بأصول كيمياء الصباغة. ومن المعروف أن العام 1856 م شهد اكتشاف وسيط (الأنيلين) في الصباغة، وهو سائل زيتي (قطران الفحم) يصلح لصنع الأصباغ والعطور، لم تطبق صباغته الصنعية في مصابغ سجاجيد الشرق العربي والإسلامي حتى نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←