الأزمة الدستورية البولندية (2015- حتى الآن)، والمعروفة أيضًا باسم أزمة سيادة القانون البولندية، هي نزاع سياسي اتُهمت فيه الحكومة البولندية بعدم الالتزام بقانون الاتحاد الأوروبي والقانون الدستوري البولندي. احتد الصراع بعد أزمة المحكمة الدستورية البولندية لعام 2015 حيث سمحت انتخابات عام 2015 لحزب العدالة والقانون بالسيطرة على كل من الرئاسة والبرلمان. مشاركًا في تحالف يونايتد رايت ومسيطرًا على السلطات الحكومية الثلاث، استخدم حزب العدالة والقانون سلطته لتعيين قضاة في المحكمة الدستورية في عام 2015. واصلت حكومة بولندا توسيع قبضتها على السلطة القضائية ما أدى إلى نشوب أزمة المحكمة العليا لعام 2017، وإصدار قانون لجنة التأديب القضائي البولندي لعام 2019. كانت هذه الأحداث، مجتمعةً، سببًا لسيطرة الهيئة التشريعية والتنفيذية للحكومة البولندية بحكم الواقع على القضاة وتعيينهم في المحاكم.
أدان الاتحاد الأوروبي الحركات السابقة وبادر بتطبيق المادة السابعة من معاهدة الاتحاد الأوروبي ضد بولندا، وأحالت المفوضية الأوروبية بولندا إلى محكمة العدل الأوروبية، مشيرةً في عام 2017 إلى أنه: «تم تمكين السلطتين التنفيذية والتشريعية بشكل منهجي للتدخل سياسيًا في تكوين السلطة القضائية وسلطاتها وإدارتها وعملها». حكمت محكمة العدل الأوروبية في عامي 2019 و2020 ضد بولندا في قضية المفوضية ضد بولندا، وأمرت بتعليق العديد من القوانين التي تتعلق في استقلال القضاء، إلا أنه تم تجاهل هذه الأحكام إلى حد كبير في بولندا. عرّضت الأزمة، ولفترة وجيزة، ميزانية الاتحاد الأوروبي المتعلقة بفيروس كورونا للخطر، ما أدى إلى السماح بتوفير الأموال للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بشرط «سيادة القانون»، وهي مادة هددت كل من الحكومة البولندية والحكومة المجرية باستخدام حق النقض ضدها في عام 2020.
نشب عدد من الاحتجاجات نتيجة للتغييرات التي أدخلت على السلطة القضائية في بولندا، والأحكام الصادرة عن القضاء الجديد، وجميع الإجراءات التشريعية الأخرى المخالفة للتشريعات الأوروبية أو الدولية لحقوق الإنسان؛ بما في ذلك الاحتجاج الأسود الإضراب النسائي ضد القيود المفروضة على حقوق المرأة (احتجاجات بولندا أكتوبر 2020)، وأزمة مجلس النواب البولندي ضد القيود المفروضة على حريات الصحافة، واحتجاجات مجتمع الميم لعام 2020 في بولندا ضد القيود المفروضة على حقوق المثليين. وأدت هذه الأحكام والإجراءات التشريعية مع إجراءات الاحتجاج المقابلة إلى تفاقم الأزمة في بولندا.