رحلة عميقة في عالم الأثر البيئي للنقل

يُعد تأثير النقل والمواصلات على البيئة موضوعًا بالغ الأهمية؛ لأن النقل هو المُستخدِم الرئيس للطاقة، ويحرق معظم البترول الذي ينتجه العالم في الجو. يؤدي ذلك إلى تلوّث الهواء، بما في ذلك (أكاسيد النيتروس) والجسيمات الناتجة عن عملية الاحتراق، إذ يُساهم عبر ما يبعثه من غاز ثاني أكسيد الكربون في ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي. قد تكون أكثر قطاعات النقل مساهمةً في الاحتباس الحراري العالمي هي النقل البري.

أدّت اللوائح البيئية في البلدان المتقدمة إلى الحد من انبعاثات المركبات الفردية، غير أنها قد قُوبلت بزيادة في عدد المركبات، بالإضافة إلى زيادة استخدام كل مركبة وهذا ما يُعرف باسم «مفارقة جيوفنز» أو تأثير جيوفنز. دُرست بعض المسارات بشكل كبير بغية الحدّ من انبعاثات الكربون في المركبات الطرقية. يختلف استخدام الطاقة والانبعاثات تبعًا للأساليب، الأمر الذي يدفع مناصري البيئة للدعوة للانتقال من النقل الجوّي والبرّي، إلى النقل بالسكك الحديدية والطاقة البشريّة، والعمل على زيادة وسائل النقل العاملة بالكهرباء، وتحسين كفاءة الطاقة.

يُعتبر قطاع النقل المصدر الرئيس لانبعاثات الغازات الدفيئة (جي إتش جي) في الولايات المتحدة. إذ تشير التقارير إلى أن ثلاثين بالمئة من الغازات الدفيئة الوطنية يعود سببها بشكل مباشر للنقل، إذ تكون هذه النسبة أعلى بين منطقة وأخرى. تُمثّل وسائل النقل في الولايات المتحدة نحو 47% من إجمالي الانبعاثات في البلاد منذ عام 1990، لذا فهي المُساهم الأكبر في تلك الانبعاثات.

تشمل الآثار البيئية الأخرى لأنظمة النقل كلًا من الازدحام المروري، وشق طرق المركبات نحو مناطق الاتساع العمراني التي من شأنها استهلاك الأراضي الزراعية والموائِل الطبيعية -حيث تعيش أصناف محددة من الحيوانات والنباتات- وإتلافها، وإذا ما خُفضت الانبعاثات الناتجة عن النقل على الصعيد العالمي، فإنه من المتوقّع أن تنعكس آثاره بشكل إيجابي على نوعيّة الهواء على الأرض، والأمطار الحامضيّة، والضباب الدخاني وبالطبع على التغيّر المناخي.

يبعث الأثر الصحيّ لانبعاثات النقل على القلق، إذ ربطت دراسة احصائيّة أُجريت مؤخرًا حول تأثير الانبعاثات المرورية على نتائج الحمل لدى النساء، تٌظهر فيها الأثر الضار للانبعاثات على فترة الحمل، وعلى النمو داخل الرحم ربما.

كما وردَ أعلاه، فإن الآثار المباشرة للتلوّث السمعي (الضوضائي) والتلوّث الناتج عن انبعاثات أحادي أكسيد الكربون، من شأنها أن تُحدث آثارًا مباشرة ضارة على البيئة، بالإضافة إلى الآثار غير المباشرة. غالبًا ما تكون عواقب الآثار غير المباشرة هي الأعلى، ما يؤدي إلى اعتقاد خاطئ بأنها عكس ذلك؛ لأنه كثيرًا ما يُفهم بأن الآثار الأولية هي التي تتسبب بأشد الأضرار. فعلى سبيل المثال، لا ترتبط الجسيمات الناتجة عن الاحتراق غير الكامل في محرّك الاحتراق الداخلي بمشاكل في الجهاز التنفسي أو القلب والأوعية الدموية؛ لأنها تُسهم في عوامل أخرى لا تقتصر على تلك الحالة المحددة فحسب. وعلى الرغم من أن الآثار البيئية عادة ما تُدرج كلٌ منها على حِدة، ثمة آثار تراكميّة أيضًا. الآثار التشاركية لأنشطة النقل، والتي تأخذ بعين الاعتبار كلًا من الآثار المباشرة وغير المباشرة على النظام البيئي (الإيكولوجي). وما التغيّر المناخي إلا مجموع للأثر الإجمالي لعدة عوامل طبيعية من جهة، وأخرى من صنع الإنسان من جهة أخرى. يعود سبب ما نسبته نحو 15% من الانبعاثات العالمية لغاز ثاني أكسيد الكربون إلى قطاع النقل.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←