استكشف روعة اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون

اكتُشفت مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك في عام 1922 من قبل علماء آثار بقيادة عالم المصريات هوارد كارتر، وذلك بعد أكثر من 3300 عام من وفاة ودفن توت عنخ آمون. في حين نهب لصوص القبور مقابر معظم الفراعنة في العصور القديمة، كانت مقبرة توت عنخ آمون مخفية بالأنقاض لمعظم فترة وجودها ولذا لم تتعرض للنهب بشكل مكثف. وبالتالي، أصبحت أول مقبرة ملكية سليمة ومعروفة بشكل كبير من مصر القديمة.

فُتحت المقبرة ابتداءً من 4 نوفمبر 1922 خلال تنقيب كارتر وراعيه، إيرل كارنارفون الخامس. تضمنت أكثر من خمسة آلاف قطعة، العديد منها كانت في حالة هشة للغاية، لذا تطلب حفظ الأغراض الجنائزية لإزالتها من المقبرة جهدًا غير مسبوق. ألهمت فخامة الأغراض الجنائزية هيجانًا إعلاميًا وحظيت التصاميم المستوحاة من مصر القديمة بشعبية بين الجمهور الغربي. بالنسبة للمصريين، الذين أصبحوا مؤخرًا مستقلين جزئيًا عن الحكم البريطاني، أصبحت المقبرة رمزًا للفخر الوطني، مما عزز الفراعونية، وهي إيديولوجية قومية تؤكد على الروابط بين مصر الحديثة والحضارة القديمة، وخلق التوتر بين المصريين وفريق التنقيب الذي يقوده البريطانيون. ازداد الترويج المحيط بالتنقيب عندما توفي كارنارفون نتيجة لعدوى، مما أدى إلى تكهنات بأن وفاته والمصائب الأخرى المرتبطة بالمقبرة كانت نتيجة لعنة قديمة.

بعد وفاة كارنارفون، ظهرت توترات بين كارتر والحكومة المصرية حول من يجب أن يتحكم في الوصول إلى المقبرة. في أوائل عام 1924، توقف كارتر عن العمل احتجاجًا، مما أدى إلى نزاع استمر حتى نهاية العام. بموجب الاتفاق الذي حل النزاع، لم تُقسم القطع الأثرية من المقبرة بين الحكومة ورعاة الحفريات، مثلما كان متبعًا في الحفريات المصرية السابقة، وانتقلت معظم محتويات المقبرة إلى المتحف المصري في القاهرة. في المواسم اللاحقة، تضاءل الاهتمام الإعلامي باستثناء التغطية الخاصة بإزالة مومياء توت عنخ آمون من تابوتها في عام 1925. حُفظت وشُحنت آخر الأغراض الجنائزية إلى القاهرة في عام 1932.

لم يكشف اكتشاف المقبرة عن الكثير من تاريخ فترة توت عنخ آمون مثلما أمل علماء المصريات في البداية، ولكنه أثبت مدة حكمه وقدم أدلة حول نهاية حقبة العمارنة التي سبقت حكمه. وكان الاكتشاف أكثر إفادة حول الثقافة المادية لفترة توت عنخ آمون، مما أظهر كيف كانت القبور الملكية الكاملة وقدم أدلة حول أنماط حياة المصريين الأثرياء وسلوك لصوص القبور القدماء. أثار الاهتمام الناتج عن الاكتشاف جهودًا لتدريب المصريين في علم المصريات. منذ الاكتشاف، استغلت الحكومة المصرية شهرة المقبرة الدائمة باستخدام معارض الأغراض الجنائزية لأغراض جمع التبرعات وأغراض دبلوماسية، وأصبح توت عنخ آمون رمزًا لمصر القديمة نفسها.»

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←