اعتلال عضلة القلب المحيط بالولادة هو شكل من أشكال الاعتلال التوسعي لعضلة القلب يحدث عادة في الفترة المحيطة بالولادة ابتداء من الشهر الأخير من الحمل وحتى ستة أشهر من النفاس، ويظهر في شكل خلل وظيفي في انقباض القلب يؤدي إلى انخفاض الجزء المقذوف وقصور القلب الاحتقاني، وزيادة خطر الإصابة باضطربات نظم القلب الأذيني أو البطيني، والخثار الوريدي، وحتى توقف القلب المفاجئ . بعبارة أخرى ففي اعتلال العضلة القلب المحيط بالولادة فإن عضلة القلب لا يمكنها أن تنقبض بقوة كافية لضخ كميات من الدم تكفي لاحتياجات أعضاء الجسم الحيوية.
يتم تشخيص اعتلال عضلة القلب المحيط بالولادة عن طريق الاستبعاد، حيث تُفيد المريضة بعدم وجود سيرة مرضية فيما يتعلق بالإصابة بأمراض القلب، وبغياب الأسباب الأخرى المعروفة لقصور القلب، ويستخدم تخطيط صدى القلب لتشخيص ومراقبة فعالية العلاج.
يُعتبر سبب اعتلال عضلة القلب المحيط بالولادة غير معروف، ويقوم الباحثون حاليًا بالتحقيق في فيروسات القلب والمناعة الذاتية وخلل الجهاز المناعي والسموم الأخرى التي تعمل كمحفزات لخلل في الجهاز المناعي ونقص المغذيات الصغرى أو المعادن وعلم الوراثة كمكونات محتملة تتسبب أة تساهم في حدوث اعتلال عضلة القلب المحيط بالولادة.
يبدأ اعتلال عضلة القلب المحيط بالولادة بمحفز غير معروف (محتمل أن يكون فيروس قلبي أو محفز آخر غير معروف حتى الآن) يُحدث عملية التهابية في القلب وبالتالي تلف في خلايا عضلة القلب، مما يتسبب في موت بعضها وتكوين نسيج ندبي لا يملك القدرة على الانقباض؛ مما يؤدي إلى تقليل فعالية ضخ القلب، كما أن الأضرار التي تلحق بالإطار الهيكلي الخلوي للقلب تتسبب في تضخم أو تمدد أو تغير في شكل القلب، مما يقلل أيضا من وظيفة القلب الانقباضية، ويبدو أن العملية الالتهابية الأولية تتسبب في عملية مناعة ذاتية أو خلل مناعي يُغذي بدوره العملية الالتهابية الأولية، ويؤدي الفقدان التدريجي لخلايا عضلة القلب إلى قصور القلب في نهاية المطاف.