اضمحلال بيتا أو تحلل بيتا أو تفكك بيتا أو بِلًى بيتائي ظاهرةُ نشاط إشعاعي لعناصرَ كثيرة تُشِعّ فيه أشعة بيتا. ثم اكتُشِف أن أشعة بيتا هذه إنما هي فيض من الإلكترونات تُشَعّ من الذرة نَواتها، ولما كان العنصر المصدر لتلك الإلكترونات يتحول في تلك العملية التلقائية إلى عنصر آخر يتلوه مباشرة في الجدول الدوري، توصلوا إلى حقيقة مصدر تلك الجسيمات، فهي تصدر من نَوَى تلك العناصر المشعة. وبزيادة الأبحاث اكتُشف نوعان لهذا التحلل:
النوع الأول: يحدث لبعض العناصر غير المستقرة (ذات النشاط الإشعاعي) ويصدر من على متنها إلكترونات .
والنوع الثاني: عناصر تطلق إلكترونات ذات شِحنة كهربية موجبة يسمى بوزيترون أو نقيض الإلكترون شِحنيًا (وكلمة بوزيترون تأتي من كلمتَي: positive electron) أي الإلكترون ذو الإشارة الموجبة، وهو الضديد العاكس للإلكترون العادي ذو الشحنة السالبة. ففي الحالتين كلتيهما يتحلل العنصر المـُصدر لتلك الجسيمات إما إلى عنصر آخر يتلوه مباشرة في الجدول الدوري في حالة إصداره إلكترونًا، أو يتحلل إلى عنصر قبله مباشرة في الجدول الدوري إذا أشع أو أطلق بوزيترونا. فالبوزيترون يساوي الإلكترون في كتلته وعزمه المِغزَلي (أي: عزم دورانه حول محوره كالمغزل الكمي الذي يحويه إلكترون ذو شحنة سالبة)، ويساويه أيضًا في مقدار شِحنته الكهربية، واختلافهما يكاد يقتصر على أن: الإلكترون سالب الشحنة، والبوزيترون موجب الشحنة.