فهم حقيقة اضطراب طور النوم المتأخر

اضطراب طور النوم المتأخر (DSPD) هو خلل تنظيمي مزمن للنظم اليومي (الساعة الحيوية) بالمقارنة مع أغلب الناس الطبيعين، بشكل يؤثر على توقيت النوم واليقظة وعلى فترات التيقظ وعلى نظام حرارة الجسم البشري الداخلي وعلى النظام الهرموني للجسم، وعلى دورات يومية أخرى. ينام الناس المصابين بهذا الاضطراب في ساعات متأخرة بعد منتصف الليل ويعانون من صعوبة من الاستيقاظ باكراً. نتيجة هذا الخلل يكون لدى الناس المصابين بهذا الاضطراب دورة نظام يومي أطول من 24 ساعة.

حسب درجة الخطورة، يمكن إدارة الأعراض بدرجة أكبر أو أقل، ولكن لا يوجد علاج معروف، وتشير الأبحاث إلى أن هذه المتلازمة تعد مرضاً وراثياً. غالبا يقوم الأشخاص المتضررين بالإبلاغ عن عدم قدرتهم على النوم حتى الصباح الباكر، إلا أنهم يغفون في نفس الوقت تقريبا من كل يوم. يمكن للمرضى النوم بشكل جيد والحصول على القدر الكافى من النوم يومياً ما لم يكونوا مصابين باضطرابات النوم الأخرى بالإضافة إلى اضطراب طور النوم المتأخر كإصابتهم بانقطاع النفس النومي. إلا أنهم يجدون صعوبة في الإستيقاظ في الوقت المناسب للمدرسة أو العمل لذا يسمح لهم بإتباع جداولهم الخاصة، على سبيل المثال النوم من الرابعة صباحاً حتى الواحدة مساءً، وبذلك فإن نومهم يتحسن وقد لا يعانون من النعاس النهاري المفرط. في محاولة لإجبار شخص يعاني من اضطراب طور النوم المتأخر على إتباع الجدول الزمني للمجتمع النهاري لوحظ عليه العيش بإستمرار مع فرق في التوقيت لذا يوصف اضطراب طور النوم المتأخر «بفرق التوقيت الاجتماعي»

في عام 2017 ربط الباحثون بين اضطراب طور النوم المتأخر وطفرة جينية واحدة على الأقل. وعادة ما تتطور هذه المتلازمة في مرحلة الطفولة المبكرة أو المراهقة, وعند ظهورها في مرحلة المراهقة قد تختفي في سن المراهقة المتأخرة أو البلوغ المبكر، خلافاً لذلك فإن أفضل تقدير لمعدلات انتشار هذا المرض بين البالغين هو 0.13-0.17% (أي 1 بين 600). وتصل معدلات انتشاره بين البالغين إلى 7-16%. ولأول مرة رسمياً عام 1981 وصف إليوت دي، ويتزمان وآخرون في مركز مونتيفوري الطبي متلازمة اضطراب طور النوم المتأخر بأنها المسؤولة عن 7-10% من شكاوى المرضى الذين يعانون من الأرق المزمن. و مع ذلك نظراَ لأن العديد من الأطباء ليسوا على دراية بهذا المرض فغالباً ما يتم تشخيصه أو علاجه بشكل خاطئ؛ بأن يتم تشخيصه على أنه أرق أولي أو كحالة نفسية.

يمكن علاج اضطراب طور النوم المتأخر أو تحسينه في بعض الحالات عن طريق بعض تمارين النوم الصحي اليومية، والعلاج بالضوء الصباحي، والعلاج الداكن المسائي، والتمارين المبكرة وأوقات الوجبات، والأدوية مثل الميلاتونين والمودافينيل وهو هرمون عصبي طبيعي مسؤول جزئيًا عن ساعة جسم الإنسان البيولوجية. حيث تكون غير مرنة وشديدة في حالة اضطراب طور النوم المتأخر الذي يمثل إعاقة لها. تتمثل الصعوبة الرئيسية في علاج اضطراب طول النوم المتأخر في الحفاظ على جدول زمني سابق بعد إنشائه، لأن جسم المريض لديه ميل قوي لإعادة ضبط جدول النوم إلى أوقاته المتأصلة. قد يحسّن الأشخاص المصابون بـاضطراب طور النوم المتأخر نوعية حياتهم من خلال اختيار وظائف تسمح بأوقات النوم المتأخرة، بدلاً من إجبارهم على اتباع جدول عمل تقليدي من التاسعة صباحاً وحتى الخامسة مساءً.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←