ماذا تعرف عن اصطفاء زمري

الاصطفاء الزمري هو نظرية في علم الأحياء التطوري تنص على أنَّ سمات وراثية أو ألائل معينة قد تتثبت أو تنتشر في التجمع بسبب الفائدة التي تعود بها على الجماعة (الزمرة) بأكملها، حتى وإن كانت لا تنفع الأفراد أو تضرهم. هذه الآلية تفسر السمات التي لا يمكن عزوها لعمل الاصطفاء الطبيعي على الألائل الفردية أو صلاحية أفراد هذه الزمرة. ففي الاصطفاء الزمري، الوحدة التي يعمل عليها الاصطفاء الطبيعي هي الزمرة وليس الأفراد أو الجينات. والزمرة يمكن أن تكون تجمعاً أحيائياً، نوعاً، أو أي وحدة تصنيفية أخرى.

كثيرون استخدموا الاصطفاء الزمري لتفسير التكيفات، وعلى وجه الخصوص كوبنر وين-إدواردز. ولكن أهمية الاصطفاء الزمري كآلية للتطور تعرضت للكثير من التشكيك من قبل النقاد، وبالتحديد كريستوفر ويليامز، ماينرد سميث وكريس بيرينز (1964). إلا أنَّ بعض العلماء تابعوا هذه الفكرة خلال العقود الآخيرة، وحديثاً بدأت تشهد الأمثلة على الاصطفاء الزمري إحياءً.

قال المؤلفون الأوائل مثل فيرو كوبنر واين إدواردز وكونراد لورنتس، أنّ سلوك الحيوانات يمكن أن يؤثر على استمراريتهم وتكاثرهم كجماعات، متحدثين عن الأفعال التي تصب في صالح النوع. بينما جادل علماء الأحياء التطوريون -مثل جون ماينارد سميث- في منتصف الستينيات، بأنّ الاصطفاء الطبيعي يكون بشكل أساسي على المستوى الفردي. وقالوا -بالاعتماد على النماذج الرياضية- بأنّ الأفراد لن يضحوا بالصلاحية الحيوية بإيثار لصالح المجموعة، كذلك أقنعوا غالبية علماء الأحياء بأنّ الاصطفاء الزمري لم يحدث إلا في حالات خاصة، كما في الحشرات الاجتماعية الفَرْدانِيَّة الضِّعْفانِيَّة -مثل نحل العسل (من غشائيات الأجنحة)، التي يكون اصطفاء القرابة فيها ممكنًا.

دافع ديفيد سلون ويلسون وإليوت سوبر في عام 1994 عن الاصطفاء متعدد المستويات، بما في ذلك الاصطفاء الزمري، وذلك بالاعتماد على أن المجموعات كما الأفراد يمكن أن تتنافس. وفي عام 2010، قام ثلاثة علماء بإعادة النظر في الحجج الخاصّة بالاصطفاء الزمري، وكان من بينهم إدوارد أوسبورن ويلسون المعروف بأعماله حوله الحشرات الاجتماعية وخاصةً النمل. جادل هؤلاء العلماء بإمكانية حدوث الاصطفاء الزمري عند وجود منافسة بين مجموعتين أو أكثر، فحينها يكون احتواء بعض المجموعات أفرادًا يتصرفون بإيثار ويتعاونون معًا، أكثر أهميةً للبقاء من المنافسة بين الأفراد داخل كل مجموعة. لاقت مقترحاتهم دحضًا قويًا من مجموعة كبيرة من علماء الأحياء التطورية.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←