اجتياح مدينة طولكرم 2023 – الآن، هي سلسلةِ اجتياحاتٍ وتوغلاتٍ عسكريةٍ إسرائيلية واسعة مُستمرة منذ عام 2023 وحتى اليوم جرى ويجري خلالها اجتياح مدينة طولكرم ومُخيمي المدينة (مخيم طولكرم ومخيم نور شمس) وهما مُخيمين يقعا داخل المدينة، حيث يقول الجيش الإسرائيلي إن المدينة تُشكل معقلًا لما يُعرف بكتيبة طولكرم "الإرهابية"، وقد جرت الاجتياحات للمدينة قبل معركة طوفان الأقصى التي اندلعت في 7 أكتوبر 2023 وتواصلت الاجتياحات بصورةٍ أعنف بعد 7 أكتوبر 2023، وقوبل الاجتياح الإسرائيلي لطولكرم بإدانة فلسطينيةٍ وعربيةٍ وإسلاميةٍ ودولية.
وأدى الاجتياح إلى سقوطِ عددٍ كبيرٍ من القتلى الفلسطينيين وإحداثِ دمارٍ هائلٍ في أحياء مدينة طولكرم ومُخيميها، حيث كان الدمارُ غير مسبوقًا في الضفة الغربية في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، إذ شاركت الجرافات الإسرائيلية العسكرية المُجنزرة والمُدولبة في تجريف الشوارع والبنية التحتية والمباني والمركبات، واستهدفت كتيبة طولكرم الجيش الإسرائيلي بتفجير عشرات العبوات الناسفة، وسقط خلال الاجتياح عدةِ قتلى من جنود وضباط الجيش الإسرائيلي، كما أُصيب عددٌ آخر من مُقاتلي الجيش الإسرائيلي كان من أبرزهم قائد فرقة الضفة الغربية وقائد لواء شمال الضفة الغربية "لواء منشيه".
خلال الاجتياح فقد قصف الجيش الإسرائيلي مدينة طولكرم بغاراتٍ جويةٍ من طائرات حربية F–16 وطائراتٍ مُسيرة، وقال تقريرٌ صحفيٌ بأن "مدينة طولكرم تعرضت لأعنف الغارات الجوية وأكثرها عددًا في تاريخ الضفة الغربية منذ النكبة عام 1948"، وخلال الاجتياح وقعت مجازر عديدة بحق الفلسطينيين كان أبرزها مجزرة مخيم طولكرم في 3 أكتوبر 2024.
في 21 فبراير 2025 أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس زيارتين منفصلتين في ذات اليوم لمدينة طولكرم تفقدا خلالها العملية العسكرية الإسرائيلية المتواصلة بالمدينة. كما تزامن الاجتياح الإسرائيلي لطولكرم مع تصريحات قادة إسرائيليين لتدمير المدينة؛ ففي 29 مايو 2024 قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريش أنه "يجب القضاء على الإرهاب في كل مكان، حتى لو كان ذلك يعني تحويل طولكرم مثل غزة"، وفي 30 مايو 2024 قال سموتريش أيضًا أنه "إذا استمر الإرهاب فسنحول طولكرم إلى خراب كما في قطاع غزة"، وفي 4 يوليو 2024 دعا سموتريش من جديد إلى تدمير طولكرم قائلًا: "يجب أن تصبح طولكرم مدينة خراب".