كان اتحاد بلغاريا ورومانيا مشروعًا غير ناجح لتوحيد دولة مشتركة نشطة خلال القرنين التاسع عشر والعشرين. وذلك في ظل اتحاد أو اتحاد شخصي أو اتحاد كونفدرالي. حظيت الفكرة بدعم كبير، خاصة في بلغاريا، وكان هناك العديد من الفرص لتحقيقها. وعادةً ما كانت المقترحات تأتي من البلغار، لكن كان من المفترض أن يكون الحكم للرومانيين. فشل المشروع في النهاية بسبب الاختلافات الثقافية والسياسية بين البلغار والرومانيين فضلاً عن معارضة القوى العظمى مثل النمسا والمجر وخاصة روسيا.
كانت لهذه الفكرة سوابقها التاريخية، حيث عاش البلغار والرومانيون معًا في البداية تحت حكم الإمبراطورية البلغارية الأولى، التي وسعت قوتها إلى مناطق تشكل اليوم جزءًا من رومانيا؛ وفي عهد الإمبراطورية البلغارية الثانية، التي تأسست بالتعاون مع البلغار والفلاخ (الرومانيين)؛ وأيضاً في ظل الإمبراطورية العثمانية، التي هزمت الإمبراطورية البلغارية الثانية وغزت وحكمت الأراضي التي يسكنها البلغار والرومانيون لعدة قرون. في وقت لاحق، خلال أواخر القرن الثامن عشر، ظهر مفهوم شائع في البلقان «فدرالية الإقليم» بهدف محاربة الإمبراطوريات المجاورة وحل النزاعات بين شعوبها. انتشرت هذه الفكرة في نهاية المطاف في بلغاريا وأسلاف رومانيا (مولدافيا والاشيا)، وحصلت على دعم معين، إذ قدمت عدة مقترحات، من بينها اقتراح قدمه جورجي سافا راكوفسكي. وبعد إنشاء إمارة بلغارية تتمتع بالحكم الذاتي عام 1878، تم تعزيز العلاقات مع رومانيا. في الواقع، ومن خلال البحث عن مرشحين للعرش البلغاري، ظهرت عدة شخصيات رومانية مرشحة وهي: كارول الأول وهو ملك رومانيا من منزل هوهنزولرن وجورجي جي بيبسكو ابن ألامير والاش. ومع ذلك، وقع الاختيار النهائي على ألكسندر باتنبرغ من أصل ألماني.
كان لألكسندر علاقات جيدة مع رومانيا، لكنه أجبر على التنازل عن العرش عام 1886 بعد فترة من الاضطرابات السياسية في بلغاريا. كان السبب في ذلك هو قيام روسيا بمحاولة بسط نفوذها على البلاد. وبالرغم من ذلك، فقد انتهى الأمر بستيفان ستامبولوف «وهو روسوفوبي» (أي بلغاري يعارض السياسات الروسية)، إلى تولي السلطة. حاول الوصي ستامبولوف مرة أخرى تأسيس اتحاد شخصي مع رومانيا، وأجريت مفاوضات عديدة. حيث ذكر كارول أنه يود أن يصبح رئيس يمثل هذه الدولة، التي سيكون لها إما حكومتان منفصلتان أو حكومة واحدة موحدة «كان لدي اهتمام بأن أصبح حاكماً لبلغاريا أيضًا، لكن روسيا عارضت ذلك بشدة». في النهاية، هددت رومانيا بانهيار العلاقات الدبلوماسية وحتى بغزو عسكري، ما أجبر كارول الأول على رفض العرض. مرة أخرى، انتُخب أمير ألماني فرديناند الأول، بوصفه أميرًا لبلغاريا في يونيو 1887. جرت المحاولة باتباع مناهج جديدة بعد عقود في الحقبة الشيوعية، خاصة من قبل جورجي ديميتروف، لكنها قوبلت جميعًا برفض قوي من الاتحاد السوفيتي. حيث اعتبر جوزيف ستالين (وهو زعيم الاتحاد السوفيتي في تلك الحقبة) أن هذا الاقتراح مستحيل.
لذلك، لم يتم إنشاء اتحاد بلغاري روماني. وكانت أسباب ذلك هي عدم موافقة العديد من القوى العظمى فضلاً عن الاختلافات في الأهداف الوطنية للبلغار والرومانيين وعدم وجود مصلحة فعلية أو حتى معارضة بين بعضها البعض. بالإضافة إلى ذلك، فإن فكرة فدرالية البلقان، التي حظت بدعم كبير في وقتها، فقدت قوتها في جميع أنحاء المنطقة بعد صراعات بداية القرن العشرين والتفكك العنيف ليوغوسلافيا. من ناحية أخرى، فإن ظهور الاتحاد الأوروبي الذي كانت بلغاريا ورومانيا عضوين فيه منذ عام 2007، قد أعاد تنشيط هذه الفكرة.