كل ما تريد معرفته عن ابن تغري بردي

هو أبو المحاسنِ جمالُ الدينِ يوسفُ بنُ الأميرِ سيفِ الدينِ تَغْرِي بَرْدِي الأتابكيُّ اليشبقاويُّ الظاهريُّ (ولد بالقاهرة سنة 813 هـ / 1410 مـ وبها توفي سنة 874 هـ / 1470 مـ) ويعرف بابْنِ تَغْرِي بَرْدِي (بالتركية: تڭری وردی؛ ومعناه عطاء الله) الإمام الأديب المؤرخ المصري. كان أبوه من كبار أمراء المماليك في عهد السلطان الظاهر سيف الدين برقوق وابنه الناصر فرج بن برقوق. تتلمذ علميا ودينيا على أيدي كبار مشايخ عصره أمثال زوج أخته قاضي القضاة جلال الدين البلقيني، وابن حجر العسقلاني، وبدر الدين العيني، وابن ظهيرة وابن عربشاه. ثم لازم مجلس شيخ المؤرخين تقي الدين المقريزي فتعلم منه حب التاريخ والتأريخ. وبذلك انتمى ابن تغري بردي إلى طبقة الأمراء وأرباب الدولة وتتلمذ على أيدي العلماء وأهل العمائم.

كان ابن تغري بردي يعيش في سعة كاملة مما جعله قادرا على الاستغناء عن العمل للكسب. فتعلم الفروسية وبرع فيها كما تعلم الفقه والموسيقى والشعر، وكان يتقن اللغتين العربية والتركية. ومع ذلك فقد استهوته دراسة التاريخ، وساعده تفرغه، وصلاته بالبلاط السلطاني (توالى عليه في عصره عشرة سلاطين) وكبار الأمراء وأرباب السياسة على الاطلاع على المعلومات مما جعله يصبح من كبار المؤرخين.

كتب ابن تغري بردي اثني عشر مؤلفاً في التاريخ. كان أول كتبه «المنهل الصافي والمستوفي بعد الوافي» وفيه سجل تراجم أعيان عصره. اما أهم مؤلفاته واشهرها واضخمها فهو كتابه «النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة» وهو سرد لتاريخ مصر منذ الفتح الإسلامي إلى عصره (انتهى فيه إلى 870هـ / 1467م). وبالرغم من أن ابن تغري بردي ذكر في مقدمة كتابه أنه كتبه دون طلب من ملك أو سلطان، إلا أنه ذكر في نهايته أنه ألفه من أجل صديقه الأمير محمد بن السلطان جمق، والذي كان ابن تغري بردي يتوقع أن يصل إلى تخت السلطنة فيختم الكتاب بعهده، إلا أن الأمير محمد وافته المنية قبل ذلك (توفي سنة 847هـ). انتهج ابن تغري بردي في هذا الكتاب منهجاً مخالفاً لمنهج أستاذه المقريزي، فقد جعل لكل عهد من عهود السلاطين فصلاً خاصاً، ثم ذكر السنين وحوادثها تباعاً داخل الفصل حتى إذا توفى الحاكم جعل له ترجمة منفصلة، ثم أعقب ذلك بترتيب سنوات العهد ترتيباً عددياً، وذكر وفيات كل منها في فصل واحد مع ذكر بعض الحوادث ضمن التراجم. وقد توسع ابن تغري بردي في التاريخ الفاطمي. أما الجزء الخاص بعصره فقد اتخذ شكل السجل اليومي من عهد الناصر فرج تقريباً إلى عهد السلطان الأشرف قايتباي. وقد اعتنى ابن تغري بردي بنهر النيل في كتابه وأحصى تقلباته وأحواله منذ الفتح الإسلامي إلى عصره. كما اهتم بالنشاط العمراني في مصر خلال العصور. ويعد تسجيل التاريخ الحضاري مع التاريخ السياسى إحدى ميزات ابن تغري بردي.

طبع كتاب «النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة» (16 مجلد) بالقاهرة في نحو أربعين سنة من سنة 1930م إلى سنة 1972م. كما نشرت أقسام منه عن طريق بعض المستشرقين الغربيين.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←