أَبُو أَنِيسْ اَلْمُخْتَارْ بْنْ اَلْحَسَنْ بْنْ عَبْدُونْ بْنْ سَعْدُونْ بْنْ بُطْلَانِ اَلْبَغْدَادِيِّ المعروف بِابْنِ بُطْلَان (ولد في الربع الاول من القرن الحادي عشر ميلادي - وتوفي يوم 2 سبتمبر 1066م)، كان طبيبًا نصرانيًا من أهل بغداد. كان قد اشتغل على أبي الفرج عبد الله بن الطيب وتتلمذ له، وأتقن عليه قراءة كثير من الكتب الحكمية وغيرها. ولازم أيضًا أبا الحسن ثابت بن إبراهيم بن زهرون الحراني الطبيب واشتغل عليه وانتفع به في صناعة الطب وفي مزاولة أعمالها. كما جمع بين مهارة الطبيب وشغف الرحالة إلا أنه لم يكن رحالة بالمعنى المألوف؛ لأنه كان قبل ذلك طبيبًا ماهرًا، مما ساهم باشتهاره انعكاسًا لعبقريته في الطب ومداواته للمرضى وبالإضافة لكتابته مصنفات طبية عديدة. وهذا بالطبع أمر قليل الحدوث في تاريخ الثقافة العربية، أي أن تنوع اهتمامات ابن بطلان وضعته في مصاف رحالة من النوع الفريد بالإضافة إلى كونه من المثقفين الموسعين الذين تتسع مجالات اهتمامهم خارج نطاق تخصصهم، وذلك يدل على أريحيته واتساع أفقه. كما ظلت رحلة ابن بطلان مبعثرة هنا وهناك، وكان أكبر أجزائها محفوظًا، بشكل رئيسي، في كتابَيْ القفطي (إخبار العلماء بأخبار الحكماء) ومعجم ياقوت الحموي الشهير الذي يستعيد مقاطع منها كلما واتته الفرصة، كما في (طبقات الأطباء) لابن أبي أصيبعة المهتمّ بجميع تفاصيل سيرة ابن بطلان كون مصنَّفه يُعالِج سِيَر الأطباء. اختلفت الآراء في سنة وفاة ابن بطلان فبعضهم يقول أنه توفي عام 444 هجري وبعضهم الآخر يصر على أنه توفي عام 458 هجري.
قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←