إيميل غابوريو (9 نوفمبر 1832 – 28 سبتمبر 1873) كان كاتبًا وروائيًا وصحفيًا فرنسيًا ورائدًا في مجال الأدب البوليسي .
قبل إيميل غابوريو، لم يكن الأدب الفرنسي يمتلك كاتبًا مكرسًا بالكامل للنوع البوليسي. صحيح أن هناك العديد من الروايات السابقة التي تضمنت جرائم، تحقيقات، رجال شرطة، وسجون، وأن كتّابًا مثل فيكتور هوغو وبلزاك قد أدرجوا في بعض أعمالهم حبكات بوليسية أو مشاهد تشويقية، ولكن هذا لم يكن جزءًا أساسيًا من أعمالهم. كان ذلك عرضيًا وثانويًا. لذا، كان ظهور غابوريو هو ما وضع الأساس لنشوء التيار البوليسي في الأدب الفرنسي، تيار لا يزال حيويًا ومؤثرًا حتى اليوم. بمعنى أن غابوريو كان الرائد، حتى وإن جاءت من بعده أسماء أكثر شهرة، وحتى إن كان من الصعب اليوم إقناع دار نشر بإعادة طبع أكثر من عمل أو اثنين له.
المقارنة بين غابوريو وإدغار آلان بو ليست مصادفة، فغابوريو لم يكتب روايته الأولى "قضية لوروج" إلا بعد أن مارس الصحافة وقرأ روايات بو البوليسية بترجمة شارل بودلير، ما دفعه إلى تقليد سلفه الأميركي. يُعتبر الاثنان مؤسسي الأدب البوليسي، حتى أن عالم الجرائم إدمون لوكار وضع دراسة تقارن بينهما، مشيرًا إلى أن "في مجال التحقيق الجنائي، يكمن الفرق في أن الأميركي عبقري بينما الفرنسي موهوب كبير. حيث يعتمد محقق بو على حدسه وأحاسيسه، بينما يعتمد محقق غابوريو على خبرته ومعرفته وقوته المهنية".