يُعدّ إهدار الطعام في المملكة المتحدة مسألة ذات شأن بيئي واقتصادي واجتماعي، إذ تتلقّى تغطية إعلامية واسعة النطاق وتعالجها الحكومة باستجابات متباينة. منذ عام 1915، يصنَّف إهدار الطعام على أنه مشكلة كبيرة وما يزال موضع اهتمام إعلامي مستمر، إذ تكثّف مع إطلاق حملة «أحبب طعامك، وتجنب الهدر» في عام 2007. تناقَش مسألةُ إهدار الطعام في مقالات الصحف والتقارير الإخبارية والبرامج التلفزيونية التي تزيد الوعي بشأنها كمسألة عامة. لمعالجة قضايا الهدر، ومن ضمنها إهدار الطعام، أُنشئ «برنامج تدبير الموارد والهدر» بتمويل من الحكومة في عام 2000.
تنتج المنازل نسبة كبيرة من النفايات الغذائية، إذ خلّفت 6,700,000 طن من النفايات الغذائية في عام 2007. تعدّ البطاطا وشرائح الخبز والتفاح على الترتيب من أكثر الأطعمة المهدرة من حيث الكمية، في حين يتم التخلص من السلطات بنسب أكبر. يمكن تجنب هدر معظم الأطعمة، مع تصنيف الباقي تقريبًا كأطعمة لا يمكن تجنب هدرها (مثل أكياس الشاي) ولا يمكن تجنبها حسب الرغبة (مثل قشور الخبز) أو نوع الطهي (مثل قشور البطاطا).
يعدّ تقليل كمية النفايات الغذائية أمرًا بالغ الأهمية إذا كانت المملكة المتحدة ترغب في بلوغ الأهداف الدولية بشأن تغير المناخ، والحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، والوفاء بالتزامات توجيه الاتحاد الأوروبي للحد من النفايات القابلة للتحلل الحيوي التي ترسَل إلى مدافن النفايات. يتم التركيز بنفس القدر على الحد من هدر الطعام في جميع البلدان المتقدمة كوسيلة لإنهاء أزمة الغذاء العالمية التي تترك الملايين في جميع أنحاء العالم يعانون الجوع والفقر. في سياق أزمة أسعار الغذاء العالمية في الفترة 2007-2008، نوقشت مسألة إهدار الطعام في قمة مجموعة الثماني الرابعة والثلاثين في هوكايدو، اليابان. قال رئيس وزراء المملكة المتحدة آنذاك، غوردون براون، عن القضية «يجب أن نبذل جهودًا أكبر للتعامل مع الطلب غير الضروري، مثل قيامنا جميعًا ببذل المزيد من الجهد للتقليل من نفاياتنا الغذائية».
في يونيو 2009، أعلن وزير البيئة آنذاك هيلاري بن عن «حرب الحكومة على الهدر» وهو برنامج هدف إلى الحد من إهدار الطعام في بريطانيا. تضمنت الخطط المقترحة في إطار المخطط: إلغاء ملصقات يفضَّل الاستهلاك قبل والحد من ملصقات تُباع قبل التي توضع على الأطعمة، واعتماد أحجام جديدة لتعبئة المواد الغذائية، وبناء المزيد من نقاط إعادة التدوير وكشف النقاب عن خمسة مصانع رئيسية للهضم اللاهوائي. ادعت حملة «أحبب طعامك، وتجنب الهدر» بعد عامين من إطلاقها أنها تجنّبت 137 ألف طن من النفايات ووفّرت ما قدره 300 مليون جنيه إسترليني بفضل المساعدة التي قدمتها لأكثر من مليوني أسرة.