شهد إنتاج الاتحاد السوفيتي للمركبات القتالية خلال الحرب العالمية الثانية تطورًا سريعًا عقب الغزو الألماني في 22 يونيو 1941.
امتلك الاتحاد السوفيتي قبل الغزو أعدادًا ضخمة من المركبات القتالية، لكن الخسائر الهائلة التي تكبدها الجيش الأحمر في الأشهر الأولى من الحرب أبرزت الحاجة الملحة لإنتاج المزيد. تفاقمت الأزمة مع فقدان المصانع الكبرى في غرب البلاد، إما بسبب تدميرها أو وقوعها تحت سيطرة القوات الألمانية، مما دفع السوفييت إلى تفكيك المصانع المتبقية ونقلها إلى منطقة الأورال لإبعادها عن الخطر، وإعادة تشغيلها في بيئة جديدة.
رغم التوسع السريع للصناعة السوفيتية خلال ثلاثينيات القرن العشرين، ركّز الإنتاج العسكري على الكم أكثر من الجودة، حيث فضّل زيادة أعداد المركبات المنتجة على حساب كفاءتها. كما عانت الصناعة السوفيتية من قلة خبرة المهندسين العسكريين، نظرًا للطابع الزراعي للمجتمع السوفيتي. ونتيجة لذلك، كانت المركبات القتالية السوفيتية أقل جودة مقارنة بنظيراتها الألمانية والغربية، بما في ذلك دبابة تي-34، التي تفوقت من حيث التسليح والتدريع على الدبابات الألمانية عند بداية الغزو، لكنها عانت من مشكلات ميكانيكية عديدة، حيث تعطّل محركها بعد مسافة 200 كم فقط، بينما كانت الدبابات الألمانية والأمريكية تحتاج فقط لتغيير زيت المحرك لمواصلة التقدم. ومع ذلك، تمكن الاتحاد السوفيتي من تجاوز هذه المشكلات بحلول نهاية عام 1942، بعد إعادة تنظيم الإنتاج والتأقلم مع الظروف الجديدة.
من الناحية التصميمية، كانت الدبابات السوفيتية أصغر حجمًا وأسرع، إذ اختارت القوات السوفيتية جنودًا أقل طولًا للعمل في سلاح المدرعات، مما ساعد على تقليل حجم الدبابة وجعلها هدفًا أصغر. كما أظهرت التجارب القتالية السابقة، مثل الحرب الأهلية الإسبانية (1936-1939) ومعركة خالخين غول (1939) وحرب الشتاء (1939-1940)، أن الدبابات الخفيفة مثل تي-26 كانت ضعيفة التدريع، بينما ثبت أن الدبابات متعددة الأبراج مثل تي-35 أقل كفاءة من الدبابات أحادية البرج، التي أصبحت فيما بعد أساسًا لتصميمات ناجحة مثل تي-34 المتوسطة وكي في الثقيلة.
تُظهر الإحصاءات التالية إنتاج المركبات القتالية السوفيتية حتى منتصف عام 1945، متضمنة فقط المركبات الجديدة التي دخلت الخدمة بعد الحرب، دون احتساب المخزون السابق حتى 1 يونيو 1941، والذي قُدّر بنحو 25,664 إلى 25,481 مركبة مدرعة. كما أنها لا تشمل السيارات المصفحة، أو الأيروسانيات، أو جرارات المدافع، أو القطارات المدرعة.