الإلِكترون (*) (رمزه: -e) جسيمٌ دون ذري، كروي الشكل تقريباً، مكون للذرة، له شِحنة كهرَبية سالبة. ولم يُعرَف أن لها مكونات أو جسيمات أصغر؛ فعُدَّت جسيمات أولية. وإنَّ كتلة الإلكترون نحوُ 1/1836 من كتلة البروتون. والزخم الزاوي الحقيقي (وهو اللف المِغزَلي) للإلكترون هو قيمة نصف عدد صحيح من وحدة ħ، مما يعني أنه فرميون. ويسمى الجسيم المضاد للإلكترون بالبوزيترون، وهو مطابق للإلكترون عدا أنه معاكس له بالشِحنة الكهربية والشحنات الأخرى. عند اصطدام الإلكترون بالبوزترون فإنهما إما يبعثر بعضُهما بعضًا أو يفنَيان، فينتُج من ذلك زوج أو أكثر من فوتونات أشعة غاما. تنتمي الإلكترونات إلى الجيل الأول لأسرة جسيمات ليبتون، وتسهم في القوى الأساسية، وهي: الجاذبية، والكهرَطيسية، والقوة النووية الضعيفة. والإلكترون كالمادة في أن له خصائصَ ازدواجية موجة-جسيم في ميكانيكا الكم؛ فلهُ أن يُصادم الجسيمات الأخرى فينحرف مثل الضوء. لكن صغر كتلة الإلكترون جعل الازدواجية تتجلى تجليًا أحسن في التجارب المخبرية. ولأنها من عائلة الفرميون، وبحسَب مبدأ استبعاد باولي، لا يَأخذ إلكترونان حالةَ الكم نفسَها أبدًا.
ووُضعَت نظرية مفهوم مقدار الشِحنة الإلكترونية غيرِ القابلة للتجزئة لشرح الخصائص الكيميائية للذرات، فابتدأها سنةَ 1838 عالمُ الطبيعة البريطاني ريتشارد لامنج؛ ثم قدم الفيزيائي الإيرلندي جورج ستوني اسم «إلكترون»، سنةَ 1894. وفي سنة 1897، عرّف البريطاني جوزيف طومسون وفريقه من الفيزيائيين الإلكترون بأنه جسيم.
وكثير من الظواهر الفيزيائية، مثل: الكهرباء، والمغناطيسية، والتوصيل الحراري، للإلكترونات فيها دور أساسي. فالإلكترون في حركته بالنسبة إلى المراقب يولد المجال المغناطيسي، والمجالات المغناطيسية الخارجية تجعلها تنحرف. فإذا تحرك الإلكترون امتَصَّ أو أَنتجَ طاقةً على شكل فوتونات. تحيط الإلكترونات بالنواة المتكونة من بروتونات ونيوترونات، فيكوّنون جميعًا الذرة، وإن كان الإلكترون يسهم في أقل من 0.06% من الكتلة الكلية للذرة. يسبب جاذبية قوة كولومب بين الإلكترون والبروتون بأن يجعل الإلكترونات مرتبطة بالذرات. فتبادل الإلكترونات أو تقاسمها في ما بين الذرات هو السبب الرئيس للروابط الكيميائية.
وأما بحسَب النظريات فمعظم الإلكترونات تكونت في لحظة الانفجار العظيم، ولكنها تُنتَج أيضًا خلال البِلَى (أي: الاضمحلال) البيتائي للنظائر المشعة والاصطدامات عالية الطاقة، وفي لحظة دخول الأشعة الكونية للغلاف الجوي. وخلال إفنائه مع البوزيترون فقد يتدمر الإلكترون، وقد يُمتَص خلال تفاعلات الانصهار النجمية. وأدوات المختبرات لها أنْ تحتوي الإلكترونات الفردية وتراقبَها وكذلك في بلازما الإلكترونات، حيث كرس لها المقراب للكشف عن بلازما الإلكترونات في الفضاء الخارجي. وللإلكترون عدة تطبيقات، كما في: اللحام، وأنبوب الأشعة المهبطية، ومعجلات الجسيمات، ومجهر إلكتروني، وعلاج إشعاعي، والليزر الإلكتروني.