رحلة عميقة في عالم إعصار دونا

إعصار دونا ويُعرف أيضًا في بورتوريكو باسم إعصار سان لورينزو كان أقوى إعصار وقع خلال موسم أعاصير الأطلسي لعام 1960، وقد تسبب في إحداث أضرار جسيمة لجزر الأنتيل الصغرى والكبرى والساحل الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية، وخاصةً في ولاية فلوريدا، خلال شهري أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) من عام 1960. تشكّل إعصار دونا، والذي يُعدّ خامس إعصار استوائي وثالث إعصار، وأول إعصار كبير خلال موسم أعاصير المحيط الأطلسي لعام 1960، جنوب الرأس الأخضر في 29 أغسطس (آب) 1960، نتيجة موجة استوائية تسببت في وقوع 63 حالة وفاة نتيجة حادث تحطم الطائرة الذي وقع في السنغال. تطور المنخفض الجوي ليتحوّل إلى العاصفة الاستوائية دونا في اليوم التالي، ثُمّ تحركت العاصفة دونا في اتجاه الغرب والشمال الغربي بسرعة بلغت حوالي 32 كم/ساعة (20 ميلًا في الساعة)، وبحلول يوم الأول من سبتمبر (أيلول) 1960، تحولت العاصفة دونا إلى إعصار دونا، وعلى مدار الأيام الثلاثة التالية، ازدادت قوة إعصار دونا بشكل ملحوظ ووصلت إلى أقصى سرعة رياح مستدامة لها والتي بلغت 210 كم/ساعة (130 ميلاً في الساعة) في 4 سبتمبر (أيلول) 1960. حافظ إعصار دونا بعد ذلك على نفس شدته، وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، ضرب إعصار دونا جزر الأنتيل الصغرى. خلف الغعصار خسائر فادحة في جزيرة سانت مارتن، حيث تسبب في وفاة سبعة أشخاص، وترك ربع سكان الجزيرة بلا مأوى، كما أبلغ عن وقوع حالات وفاة إضافية في جزيرة أنغويلا، وكان هناك سبع وفيات أخرى في جميع أنحاء جزر العذراء. وفي بورتوريكو، أدت الفيضانات المفاجئة الشديدة إلى سقوط 107 حالة وفاة وقعت 85 حالة منهم في منطقة هوماكاو وحدها.

اشتدت قوة إعصار دونا، وتحول إلى إعصار من الفئة الرابعة في وقت مبكر من يوم 6 سبتمبر (أيلول) 1960، ووصلت الرياح سُرعتها القصوى، والتي بلغت 233 كم/ساعة (145 ميلاً في الساعة) بعد أربع وعشرين ساعة. ثم ضعفت العاصفة خلال الأيام القليلة التالية، مما أدى إلى تكرار عواصف أقل حدة على جزر البهاما كإعصار من الفئة الثالثة، كما تسبب إعصار دونا في هبات رياح شديدة وصلت سرعتها إلى 278 كم/ساعة (173 ميلاً في الساعة) فوق الأجزاء الجنوبية من الأرخبيل، وأثرت أمطار غزيرة على جزر البهاما وجزر تركس وكايكوس القريبة، وقد سويت العديد من مجتمعات الجزر الصغيرة في المناطق الجنوبية من جزر البهاما بالأرض، على الرغم من عدم الإبلاغ عن وقوع وفيات في هذه المناطق.

ومع اقترابه من الولايات المتحدة الأمريكية، واجه إعصار دونا تيارات توجيه أضعف، واتجه نحو الشمال الغربي، ثم اشتدت قوة هذه التيارات مرة أخرى. وفي وقت مبكر من يوم 10 سبتمبر (أيلول) 1960، وصل إعصار دونا إلى اليابسة في جزر فلوريدا كيز برياح بلغت سرعتها 233 كم/ساعة (145 ميلاً في الساعة)، والتي كانت هي الرياح الأشد التي لوحظت هناك منذ عام 1935. ضعفت قوة إعصار دونا بعد ذلك عندما كان موازيًا لشبه جزيرة فلوريدا الجنوبية الغربية، وحتى وصل إلى اليابسة الواقعة جنوب نابولي برياح بلغت سرعتها (190 كم/ساعة (120 ميلاً في الساعة). وفي جزر فلوريدا كيز، ألحقت الفيضانات الساحلية أضرارًا بالغة بنسبة 75% من المباني، ودمرت العديد من الأقسام الفرعية في ماراثون. أما في البر الرئيسي، فقد تضرر 5200 منزلًا، بالإضافة إلى 75% من المنازل المتضررة في فورت مايرز بيتش؛ كما دُمرت 50% من المباني الواقعة في مدينة إيفرجليدز. تضررت المحاصيل كذلك وتعرضت لخسائر واسعة النطاق، فقد فُقد ما مجموعه 50% من محصول الجريب فروت، و10% من محصول البرتقال واليوسفي، وكاد محصول الأفوكادو أن يُدمر بالكامل. سُجلت في ولاية فلوريدا وحدها 13 حالة وفاة بسبب إعصار دونا إلى جانب خسائر مادية قُدرت بحوالي 300 مليون دولار أمريكي.

ضعفت قوة إعصار دونا فوق ولاية فلوريدا في النهاية وتحول إلى إعصار من الفئة الأولى خلال عودته إلى المحيط الأطلسي قادما من شمال فلوريدا. وبحلول أوائل 12 سبتمبر (أيلول) 1960، وصلت العاصفة إلى اليابسة بالقرب من سواحل توبسيل بيتش بولاية كارولاينا الشمالية، كإعصار من الفئة الثانية. جلب إعصار دونا أعاصير وعواصف رياح وصلت سرعتها إلى 160 كم/ساعة (100 ميل في الساعة)، مما أدى إلى إتلاف أو تدمير العديد من المباني الواقعة في شرق ولاية كارولاينا الشمالية، كما تضررت المحاصيل على مسافة تصل إلى (80 كم (50 ميلاً) في الداخل. بالإضافة إلى ذلك، تسبب ارتفاع منسوب مياه العواصف في تآكل كبير للشواطئ وإحداث أضرار هيكلية في مناطق ويلمنجتون وناجز هيد، ولقي ثمانية أشخاص مصرعهم، بينما أصيب أكثر من مائة شخص نتيجة لهذه العواصف. عاد إعصار دونا إلى المحيط الأطلسي في وقت لاحق من يوم 12 سبتمبر (أيلول) 1960، وواصل تحركه باتجاه الشمال الشرقي لكي يضرب جزيرة لونغ آيلاند الواقعة في ولاية نيويورك الأمريكية، قبل أن يضعف تأثير الإعصار في الداخل في وقت متأخر من يوم 12 سبتمبر (أيلول) 1960. وفي اليوم التالي، تحول إعصار دونا إلى إعصار خارج مداري فوق ولاية مين.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←