لعبت اسكتلندا في العصر الحديث، منذ نهاية ثورات حركة اليعاقبة وبدايات التحول الصناعي في القرن الثامن عشر حتى يومنا هذا، دورًا أساسيًا في التاريخ الاقتصادي والعسكري والسياسي للمملكة المتحدة والإمبراطورية البريطانية وأوروبا قاطبةً، في حين سادت القضايا المتكررة التي تتناول الوضع القانوني لاسكتلندا وهويتها ضمن المناظرات السياسية.
ساهمت اسكتلندا بشكل كبير في الحياة الفكرية لأوروبا، لا سيما خلال عصر التنوير، إذ قدمت أعلامًا بارزين كان من بينهم عالم الاقتصاد آدم سميث، والفيلسوفان فرانسيس هاتشسون وديفيد هيوم، والعلماء ويليام كولين وجوزيف بلاك وجيمس هوتون. وبرز من بين أعلامها في القرن التاسع عشر كل من جيمس واط وجيمس كليرك ماكسويل واللورد كلفن والسير والتر سكوت. وتضمنت مساهمة اسكتلندا الاقتصادية في الإمبراطورية والثورة الصناعية ما قدمته من نظام مصرفي وتطوير للقطن واستخراج الفحم وبناء السفن، إضافة إلى شبكة سكك حديدية واسعة. وأدى التحول الصناعي والتغييرات التي طرأت على الزراعة والمجتمع إلى تصفية السكان من المرتفعات النائية بنسبة كبيرة، وموجات الانتقال نحو البلدات والهجرة الجماعية، حيث قدم الاسكتلنديون مساهمةً عظيمة في تطور دول كثيرة كان من بينها الولايات المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا.
وفي القرن العشرين، لعبت اسكتلندا دورًا بارزًا في جهود بريطانيا والحلفاء خلال الحربين العالميتين، وبدأت تعاني من تراجع صناعي حاد، الأمر الذي جعلها تمر بفترات لا يستهان بها من التزعزع السياسي. وبرزت حدة هذا الانحدار على وجه الخصوص في النصف الثاني من القرن العشرين، بيد أن التطور الواسع في الصناعات النفطية وتكنولوجيا التصنيع ونمو قطاع الخدمة كانت عواملَ ساهمت إلى درجة ما في التعويض عن النقص. وقد شهدت هذه الفترة أيضًا تزايدًا في النقاش حول وضع اسكتلندا ومكانتها ضمن المملكة المتحدة، إضافة إلى نهوض الحزب القومي الإسكتلندي، ثم تأسيس برلمان اسكتلندي عقب استفتاء شعبي أجري في عام 1999.