اسكتلندا تحت سلطة الكومنولث، هو مصطلح يشير إلى تاريخ مملكة اسكتلندا في الفترة الزمنية الفاصلة بين إعلان المملكة جزءًا من الكومنولث الإنجليزي في فبراير عام 1652 واستعادة النظام الملكي واسترداد اسكتلندا لمكانتها باعتبارها دولةً مستقلةً في يونيو عام 1660.
أعلن البرلمان الإسكتلندي بعد إعدام تشارلز الأول عام 1649 ابنه تشارلز الثاني ملكًا لاسكتلندا وإنجلترا وأيرلندا. رد الإنجليز على هذا الإعلان من خلال غزو بقيادة أوليفر كرومويل الذي هزم الاسكتلنديين في دنبار وثم في وورسيستر، ما مهد الطريق أمام الغزو الإنجليزي للبلاد. أُعلنت اسكتلندا جزءًا من الكومنولث جنبًا إلى جنب مع إنجلترا وأيرلندا عام 1652 بموجب مناقصة الاتحاد، إلا أنه لم يُصادق على قانون الاتحاد في وستمنستر حتى عام 1657 على الرغم من المحاولات المتكررة. تمكن الاسكتلنديون من الحصول على 30 مقعد عضوية في البرلمان بموجب شروط الاتحاد، لكنهم لم يشغلوا جميع هذه المناصب التي سقط معظمها على عاتق موظفي الحكومة الإنجليز ولم تكن ذات وزن مهم في وستمنستر. في بادئ الأمر، أدار ثمانية مفوضين شؤون الحكومة التي تبنت سياسة تقويض السلطة السياسية للنبلاء لصالح «من هم أكثر خبثًا»، ثم استبدل مجلس اسكتلندي جديد بالمفوضين الثمانية، إذ تولى رئاسته الإيرلندي اللورد بروغيل الذي سعى إلى استمالة ملاك الأراضي التقليديين. بنى النظام سلسلةً من القلاع الكبرى والحصون الصغيرة بتكاليف باهظة للغاية. عُلق النظام القانوني الإسكتلندي، ثم بدأت بعض المحاكم والمؤسسات بالعودة إلى العمل تدريجيًا. نجح النظام عمومًا في تطبيق القانون والأمن وقمع اللصوصية. شهدت الفترة بين عامي 1653 و1655 صعودًا ملكيًا بارزًا في الأرضي المرتفعة بقيادة وليام كنغهام إيرل جلينكيرن التاسع وجون ميدلتون، لكن لم تنجح هذه المحاولات في نهاية المطاف بسبب الانقسامات الداخلية، ثم تلاشت بعد الهزيمة في معركة دالناسبايدل عام 1654.
تسامح الكومنولث مع البروتستانت بما في ذلك الطوائف التابعة لهم، لكن بقيت جماعة الكويكرز الصغيرة الجماعة الأكثر أهميةً. انقسم حزب الكيرك -التي أُسس خلال فترة الإصلاح وبقي موحدًا منذ إعلان العهد عام 1638- بين المناصرين والمعارضين الأكثر تشددًا بسبب قضية التعاون مع التاج، إذ فضل النظام المعارضين ومنحهم السيطرة على الجامعات. شهدت البلاد ارتفاعًا كبيرًا نسبيًا في معدل الضرائب، لكنها نجحت في الدخول إلى الأسواق الإنجليزية. يصف القساوسة المشيخيين تلك الفترة باعتبارها عصرًا للازدهار، لكن لم يكن هذا التوسع الاقتصادي مفيدًا بالنسبة للجميع. شهدت تلك الفترة محاولات لإنشاء رموز وطنية واستعادة علم الاتحاد وتوحيد العملة. قاد الجنرال مونك الجيش في اسكتلندا جنوبًا بعد وفاة أوليفر كرومويل وسقوط نظام ابنه ريتشارد، إذ ساهم في تمهيد الطريق لاستعادة تشارلز الثاني للحكم في عام 1660.