إزالة السدود هي عملية هدم السدود المقامة والسماح لمياه النهر بالتدفق بحرية في مسارها الطبيعي. تتعدد الأسباب التي قد تضطرنا إلى هدم السدود، ومنها: إعادة التأهيل البيئي، أو ضعف بنية السد مع مرور الوقت، أو زيادة تكاليف الصيانة مقارنة بالعائد المادي.
جميع السدود تؤثر بالسلب على بيئة الأنهار التي تقع عليها، ولكن في العادة تتعادل تلك التأثيرات السلبية مع المنافع التي بُنيت من أجلها تلك السدود سواء كانت تلك تتمثل في توليد الطاقة الكهرومائية أو التحكم في الفيضانات أو أي وظيفة أخرى. عندما تطغى آثار السد البيئية السلبية على منافعه فمن الراجح أن يُنظر في أمر إزالته. وهذا ما حدث تمامًا في حالة السدود المقامة على نهر إلوا داخل المنتزه الأولمبي الوطني في واشنطن، إذ تسببت أحد محطات الطاقة الكهرومائية العتيقة في الإخلال بمواطن الحياة المائية التي تأوي أعدادًا وفيرة من السلمون. قبل بناء السدود على نهر إلوا كان عدد أسماك السلمون التي تضع بيوضها سنويًا نحو 400,000، أما بعد بناء السدود فقد انخفض عددها إلى 3,000 فقط. وبعد انخفاض قدرة السدود على توليد الطاقة الكهرومائية نظرًا إلى انتهاء عمرها الإنتاجي، أصبحت أهمية مواطن السلمون تحتم علينا إزالة تلك السدود.
إلى جانب ذلك يشكل خطر انهيار السدود دافعًا قويًا لإزالتها. في بعض الأحيان يكون الخوف من انهيار السدود ناتجًا عن الأنشطة الزلزالية بالقرب من منطقة السد أو قد يكون ناتجًا عن موقع السد نفسه. فضلًا عن أن السدود القديمة معرضة للانهيار بنسبة أكبر، إذ يوجد عدد متزايد من السدود المبنية في القرن العشرين التي تقترب من تجاوز عمرها الافتراضي في جميع أنحاء العالم. بحلول عام 1996 قُدر عدد السدود الضخمة في العالم التي تجاوزت عمر الخمسين بنحو 5,000 سدًا. وبحلول عام 2020 سوف تكون نسبة السدود التي تجاوزت سن الخمسين في الولايات المتحدة وحدها 85% من مجموع السدود.
وأخيرًا فإن العوامل الاقتصادية في العادة تعتبر سببًا مقنعًا لإزالة سد معين. فمن المحتمل أن تكاليف صيانة المعدات الكهرومائية القديمة بعد عقود من تثبيتها أو تحسين أنظمة الأمان في السد تتجاوز المردود الاقتصادي العائد من تلك التكاليف. ومن المحتمل أيضًا أن التجمعات السكنية والمنشآت الصناعية التي كانت تتطلب طاقة كهرومائية من السدود المقامة سوف تنتقل إلى مكان آخر وتترك السدود في مكانها بلا فائدة تُذكر.
وبداية من عام 2000 فإن معظم عمليات إزالة السدود الكبرى (مثل إزالة السدين الواقعين داخل شبه جزيرة أوليمبك بتكلفة تقدر بنحو 350 مليون دولا كجزء من مشروع استعادة النظم البيئية في نهر إلوا) كانت بدافع استعادة مواطن الكائنات النهرية وممرات الأسماك. فعلى سبيل المثال نجحت المجموعة الفرنسية المعروفة بـ«إس أو إس لوار فيفانت» في الضغط سياسيًا على الحكومة الفرنسية لإزالة السدين الواقعين في وادي اللوار، إلى جانب إعادة تصميم السد الكهرومائي المُقام على نهر ألييه من أجل استعادة مواطن أسماك السلمون الأطلسي.
وقد أُزيل 900 سد تقريبًا في الولايات المتحدة وحدها في الفترة ما بين عام 1990 و2015، بالإضافة إلى 60 سد أو أكثر يُزال كل عام. وقد نجحت كل من فرنسا وألمانيا في إتمام مشاريع إزالة عدة سدود كبيرة. وشرعت اليابان في أول مشروع إزالة سد لها في عام 2012 (سد الأراس الواقع على نهر كوما) ومن المتوقع الانتهاء منه في عام 2018.