فرضية الإدراك الحار هي فرضية حول الاستدلال المدفوع مفادها أن تفكير المرء مرتبط بحالته العاطفية. أو ببساطة، الإدراك الحار هو إدراك تلوّنه العاطفة. على النقيض من الإدراك الحار يوجد الإدراك البارد، وهو المعالجة المعرفية للمعلومات بشكل مستقل عن التدخّل العاطفي. اقتُرح وجود ارتباط بين الإدراك الحار والإثارة المعرفية والفيزيولوجية، التي تجعل الشخص أكثر استجابة لعوامل البيئة. الإدراك الحار تلقائي وسريع وتقوده العاطفة، لذا قد يؤدي إلى اتخاذ قرارات منحازة ورديئة. تظهر أهمية الإدراك الحار بدرجات متفاوتة في السياسة والدين وغيرها من النواحي الاجتماعية السياسية، بسبب المسائل الأخلاقية المرتبطة بالعاطفة بقوة. قدّم روبرت بي. أبيلسون فكرة الإدراك الحار في عام 1963، وأصبحت هذه الفكرة شائعة في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي. من الأمثلة على اتخاذ القرارات المتحيزة نتيجة الإدراك الحار أن يتجاهل المحلّف الأدلة المقدمة له لأنه منجذب للمدّعى عليها.
أما اتخاذ القرار في ضوء الإدراك البارد فهو أكثر اعتمادًا على المنطق والتحليل الناقد. لذلك، حين يُنفذ الفرد مهمةً مستخدمًا الإدراك البارد، يُرجّح أن تكون المحفزات حيادية عاطفيًا وأن تكون «نتيجة المهمة مستقلة عن الدوافع». من الأمثلة على القرارات المُتخذة باستخدام الإدراك البارد، التركيز على الأدلة قبل التوصل إلى الاستنتاج.
يشكل الإدراك الحار والبارد ثنائية في الوظائف التنفيذية. تُعتبر الوظائف التنفيذية وظائف معرفية عامة، ولكن هناك بعض التأييد لتقسيمها إلى جوانب عاطفية «حارة» وجوانب معرفية «باردة». ومن المعروف أن الوظائف التنفيذية تشمل عددًا من المهام المعرفية منها الذاكرة العاملة والمرونة الإدراكية والاستدلال أثناء السعي الفاعل نحو الهدف. يعني التفريق بين الإدراك الحار والبارد أن الوظائف التنفيذية قد تعمل بصور مختلفة في سياقات مختلفة. طُبّق هذا التفريق في أبحاث علم النفس المعرفي وعلم نفس النمو وعلم النفس السريري وعلم النفس الاجتماعي وعلم النفس العصبي ومجالات أخرى من علم النفس.