اللهجات هي الاختلافات المُميزة في طريقة نطق اللغة. من الممكن للهجات أن تكون أصلية أو أجنبية، محلية أو وطنية، ويمكن لها أن تعطي معلومات عن الموقع الجغرافي للشخص، وحالته الاجتماعية والاقتصادية، وعرقه. يعتبر إدراك اللهجة أمراً طبيعياً في أي مجموعة من مستخدمي اللغة، ويشمل الإدراك تصنيف المتحدثين في مجموعات اجتماعية معينة، وإطلاق أحكام معينة على صاحب اللهجة بما في ذلك مكانته، وشخصيته. يمكن للهجة أن تغير بشكل كبير من طريقة النظر إلى فردٍ ما، أو حتى إلى مجموعة بأكملها، الأمر الذي يعتبر حقيقة مهمة نظراً إلى تزايد وتيرة مواجهة الناس لأشخاص يتكلمون بلهجات مختلفة عن تلك التي يستعملونها بأنفسهم، ويرجع ذلك -بشكلٍ جزئي- إلى السفر الدولي الرخيص، ووسائل التواصل الاجتماعي. بالإضافة إلى تأثير اللهجة على إطلاق الأحكام، فإنها تؤثر أيضاً على العمليات المعرفية الرئيسية -كالذاكرة- التي تمتلك دوراً مهماً في قيام الفرد بعددٍ لا يحصى من الأنشطة اليومية.
يبدأ الفرد بإدراك اللهجة منذ عمر الطفولة. ونتيجة لذلك، فإن اللهجة تؤثر منذ نعومة أظفارنا على طريقة نظرتنا للآخرين، وعلى القرارات التي نتخذها حول متى وكيف نتفاعل مع الآخرين، وتؤثر بنفس الوقت على الطريقة التي ينظر فيها الآخرون إلينا. قد تؤدي زيادة فهمنا للدور الذي تلعبه اللهجات في تقييمنا (غير الدقيق في الكثير من الأحيان) للأفراد والجماعات إلى قبول أشخاص مختلفين عنا، وبالتالي تقليل المواقف والسلوكيات التمييزية.