تقع منطقة إبيروس (باليونانية: Ήπειρος) الجغرافية والتاريخية في جنوب شرق أوروبا بين اليونان وألبانيا، ممتدة بين سلسلة جبال بيندوس والبحر الأيوني، من خليج فلوره وجبال أكروسيرونيان شمالًا إلى خليج أمبراشيان ومدينة نيكوبوليس الرومانية الأثرية جنوبًا. وهي مقسمة حاليًا بين إقليم إبيروس في شمال غرب اليونان ومقاطعتي جيروكاستر وفلوره في جنوب ألبانيا. ويوانينا هي أكبر مدينة في إبيروس وعاصمة منطقة إبيروس اليونانية، أما جيروكاستر فهي أكبر مدينة في الجزء الألباني من إبيروس.
كانت إبيروس عبارة عن منطقة جبلية وعرة في شمال غرب اليونان القديمة. سكنتها القبائل اليونانية من التشاونيين والمولوسيين والثسبروتيين. وكانت موطنًا لمعبد دودونا، وهو أقدم معبد روحي في اليونان القديمة، وثاني أعرق معبد بعد دلفي. توحدت إبيروس ضمن دولة واحدة في عام 370 قبل الميلاد على يد سلالة الأياكوس، واكتسبت شهرة واسعة في عهد بيروس الإيبيري الذي حارب الجمهورية الرومانية عبر سلسلة من الحملات الحربية البيروسية. أصبحت إبيروس لاحقًا جزءًا من الجمهورية الرومانية مع بقية اليونان في عام 146 قبل الميلاد، ثم تبعتها الإمبراطورية الرومانية والإمبراطورية الرومانية الشرقية.
بعد أن نهبت الحملة الصليبية الرابعة القسطنطينية في عام (1204)، أصبحت إبيروس مركزًا لإديسبوتية إبيروس، إحدى الدول الخَلَف للإمبراطورية البيزنطية. خضعت إبيروس في القرن الرابع عشر لحكم الإمبراطورية البيزنطية المستعادة قبل أن تغزوها الإمبراطورية الصربية لفترة وجيزة. ثم قُسِّمت المنطقة بين عدد من الإديسبوتيات والكيانات السياسية، بما في ذلك إديسبوتية إبيروس وإديسبوتية آرتا وعائلة زينبيشي وجمهورية البندقية قبل أن تغزوها الإمبراطورية العثمانية في القرن الخامس عشر. أصبحت إبيروس جزءًا من الباشاليك شبه المستقل الذي يحكمه الحاكم الألباني العثماني علي باشا في أوائل القرن التاسع عشر، لكن مقر الباب العالي أعاد فرض سيطرته في عام 1821. وباتت إبيروس الجنوبية جزءًا من اليونان بعد حروب البلقان والحرب العالمية الأولى، بينما أصبحت إبيروس الشمالية جزءًا من ألبانيا.