كانت أيرلندا جزءًا من المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا خلال الحرب العالمية الأولى (1914-1918) وقد دخلت هذه المملكة الحرب في أغسطس من عام 1914 كواحدة من دول الوفاق الثلاثي إلى جانب كل من فرنسا وروسيا. قررت المملكة المتحدة، وبسبب مشاكل القوى الجيوسياسية، إعلان الحرب على دول المركز والتي تتكون من ألمانيا والإمبراطورية النمساوية المجرية والإمبراطورية العثمانية ومملكة بلغاريا.
كانت تجربة المواطنين الأيرلنديين للحرب معقدة واختلفت الذكريات التي يحملونها عنها، وذلك بسبب حدوثها خلال الحقبة الثورية الأيرلندية. عند اندلاع الحرب، دعم معظم المواطنون الأيرلنديون الحرب بمختلف انتماءاتهم السياسية وبنفس طريقة دعم نظرائهم البريطانيين لها، وساند قادة الحركات القومية والوطنية الجهود الحربية البريطانية في بادئ الأمر. خدم العديد من الأيرلنديين الكاثوليك والبروتستانت في القوات البريطانية وبشكل موسع، انضم معظمهم إلى ثلاث فرق عسكرية منشأة خصيصًا لهم، في حين خدم الآخرون في جيوش الإمبراطورية البريطانية والولايات المتحدة الأمريكية، ويُعد الجندي الأيرلندي جون تي. بّراوت مثالًا لخدمة الأيرلنديين في جيش الولايات المتحدة الأمريكية. قاتل أكثر من 200,000 رجلٍ أيرلندي في الحرب وفي ميادين عديدة. مات نحو 30,000 من الجنود الأيرلنديين الذين يقاتلون ضمن الفرق الأيرلندية العسكرية التابعة للقوات البريطانية، ونحو 49,400 جندي إجمالًا.
في عام 1916، استغل الجمهوريون الأيرلنديون الحرب القائمة لإعلان جمهورية أيرلندية مستقلة وشن ثورة مسلحة ضد الحكم البريطاني في دبلن، وقد حاولت ألمانيا دعم هذه الثورة. بالإضافة إلى هذا، ولّدت نية بريطانيا في فرض التجنيد الإلزامي في أيرلندا في عام 1918 إلى موجة سخط واسعة وبقي هذا القرار حبرًا على ورق.
بعد نهاية الحرب، فاز الأيرلنديون الجمهوريون بالانتخابات الأيرلندية العامة لسنة 1918 وأعلنوا الاستقلال الأيرلندي. قاد هذا إلى نشوب حرب الاستقلال الأيرلندي (1919-1922) والتي دارت بين الجيش الجمهوري الأيرلندي والقوات المسلحة البريطانية. قاتل جنودٌ عسكريون متقاعدون إلى جانب القوات العسكرية البريطانية والجيش الجمهوري الأيرلندي، ويُعد توم باري مثالًا على الجنود المتقاعدين الذين حاربوا إلى صف الجيش الجمهوري الأيرلندي. انتهت هذه الحرب مع توقيع المعاهدة الإنجليزية الأيرلندية والتي أدت إلى نشوب الحرب الأيرلندية الأهلية (1922-1932) بين القوات الداعمة للمعاهدة والقوات المناهضة لها. انتصرت القوات الداعمة للمعاهدة وقُسمت أيرلندا بعد ذلك، واحتلت الدولة الأيرلندية الحرة معظم مساحة الجزيرة الأيرلندية.
تعد العبارات المنسوبة للمتطوع القومي والشاعر فرانسيس ليدويج، والذي توفي أثناء التحضير لمعركة باشنديل في عام 1917، أفضل مثالٍ على تغير الشعور القومي تجاه التجنيد والحرب وتجاه الألمان والبريطانيين.«التحقتُ بالقوات البريطانية المسلحة لأنها وقفت بين أيرلندا وعدوٍ مشترك لحضارتنا، ولا يمكنني السماح لها القول أنها دافعت عنا في حين جلوسنا في منازلنا وعدم فعلنا لشيء سوى إصدار القرارات»قال فرانسيس بعد إعدام قادة ثورة عيد الفصح في عام 1916 -من ضمنهم صديقه ومُرشده الأدبي توماس ماكدونا- خلال أخذه لإجازة عسكرية: «لو أخبرني أحدهم الآن أن الألمان قادمون إلينا من الحائط الخلفي، فلن أبذل مجهودًا لإيقافهم. يُمكن لهم أن يأتوا!»