يشير مصطلح الأيديولوجية السائدة في الفلسفة الماركسية، إلى المواقف والمعتقدات والقيم والأخلاق التي تشترك فيها غالبية الناس في مجتمع معين. وباعتبارها آليةً للسيطرة الاجتماعية، تُحدد الأيديولوجية السائدة كيفية تفكير غالبية السكان في طبيعة المجتمع، ومكانتهم فيه، وارتباطهم بطبقة اجتماعية معينة.
قال كارل ماركس، وفريدريك إنجلز في كتاب "الأيديولوجية الألمانية" (1845) أن "أفكار الطبقة الحاكمة، في أي عصر، هي الأفكار السائدة" المطبقة على كل طبقة اجتماعية خدمةً لمصالح الطبقة الحاكمة. وفي الممارسة الثورية، يُلخص شعار "الأيديولوجية السائدة هي أيديولوجية الطبقة السائدة" وظيفة الأيديولوجية كأساس للثورة.
تسعى الممارسة الثورية الماركسية إلى تهيئة الظروف الاجتماعية والسياسية في المجتمع الرأسمالي البرجوازي، التي تُفقد الطبقة الحاكمة شرعيتها السياسية، وبالتالي، فهي ضرورية لإسقاط نظام الإنتاج الرأسمالي بنجاح. وبعد ذلك، تُحقق أيديولوجية الطبقة العاملة وتُرسخ هيمنة اجتماعية وسياسية واقتصادية، بحيث تتمكن البروليتاريا (الطبقة العاملة الحضرية والفلاحون) من تولي السلطة (السياسية والاقتصادية) كطبقة مهيمنة في المجتمع.
في النظرية الغير الماركسية، تعني الأيديولوجية السائدة القيم والمعتقدات والأخلاق التي تتقاسمها الأغلبية الاجتماعية، والتي تحدد كيفية تفكير معظم الناس في مجتمعهم، وبالتالي، إلى الحد الذي تخدم به مصالح الطبقة الحاكمة. وبالتالي، فإن المدى الذي تهيمن به الأيديولوجية السائدة بشكل فعال على الفكر المجتمعي الجماعي قد تتراجع أو لا تتراجع خلال العصر الحديث.