أيام الصبا رواية تحكي مشاهد من حياة ريفية هو عمل سيري ذاتي متخيّل من تأليف جون ماكسويل كوتزي، نُشر لأول مرة عام 1997. يركّز الكتاب على سنوات نشأة الكاتب في جنوب أفريقيا، وخاصة الفترة المضطربة التي قضاها في بلدة وورستر، مع استرجاع لذكريات أكثر سعادة من حياته السابقة في منزل كبير بحي روزبانك في كيب تاون. يُعد هذا العمل الجزء الأول من ثلاثية، تليه روايتا الشباب وزمن الصيف. وقد جُمعت الأجزاء الثلاثة لاحقًا في مجلد واحد بعنوان مشاهد من حياة ريفية.
تُروى القصة بصيغة الغائب، وتتبع النسخة الأصغر سنًّا من كويتزي أثناء نشأته في بلدة وورستر، وهي بلدة ريفية في جنوب أفريقيا، بعد انتقال العائلة من كيب تاون. يعاني البطل الشاب من مشاعر الاغتراب وعدم الانتماء والانزعاج في بيئته الجديدة، حيث يواجه مشقات الحياة الريفية بما في ذلك هجمات الحشرات، ويعبّر عن رغبته العميقة في الحرية والهروب، والتي تتجسّد رمزيًا في أمنيته بامتلاك حصان. لكن والدته تشتري له دراجة هوائية بدلاً من ذلك، لتصبح هذه الدراجة محور توتر داخل العائلة ومصدرًا لإحساسه بالذنب الشخصي.
تستكشف القصة موضوعات الهوية، والذنب، والتواطؤ، والصراعات الداخلية في إطار الولاءات المتضاربة داخل العائلة. يتنقل البطل في بيئة مشحونة بالتوترات العرقية والاجتماعية في ظل نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا. يتعرض للتنمر من زملائه المتحدثين بالأفريكانية بسبب خلفيته الإنجليزية، ويشهد مظاهر الظلم، مثل جلد صبي أسود يُدعى إيدي بدافع عنصري، وهي حادثة تتركه مثقلاً بشعور دائم بالذنب نتيجة صمته وعدم تدخّله.
تتعمق الرواية أيضًا في الصراعات الداخلية التي يعيشها الفتى فيما يتعلق بالدين والسياسة. إذ يصرّ على أنه كاثوليكي روماني، رغم أن عائلته لا تنتمي إلى أي تيار ديني، وهو ما يزيد من شعوره بالعزلة والانفصال. في الوقت نفسه، يُكنّ إعجابًا سريًا بروسيا، متحديًا بذلك المزاج العام المعادي للشيوعية السائد في تلك الفترة، ما يعكس تمرده الداخلي ورغبته في الانتماء إلى عالم بديل يُخالف ما يحيط به من قيم وأفكار.