أوليفر إيفانز (بالإنجليزية: Oliver Evans) هو مخترع ومهندس ورجل أعمال أمريكي ولد في ريف ديلاوير وأسس أعماله التجارية لاحقًا في فيلادلفيا. كان من أوائل مصنعي المحركات البخارية في أمريكا ومن مؤيدي استخدام الضغط المرتفع للبخار (مقابل استخدام الضغط المنخفض). يُعتبر إيفانز من الرواد في مجالات التشغيل الآلي، ومعدات مناولة المواد والمحركات البخارية، ومن أبرز المخترعين وأكثرهم إنتاجًا في السنوات الأولى لنشأة الولايات المتحدة الأمريكية. كان الإرث الذي تركه إيفانز عامرًا بالإنجازات، فقد بنى وصنع أول عملية صناعية مؤتمتة بالكامل، وأول محرك بخاري عالي الضغط، وأول مركبة برمائية وأول سيارة أرضية أمريكية تتحرك ذاتيًا.
وُلد إيفانز في نيوبورت بولاية ديلاوير، وتلقى مستوى متواضعًا من التعليم، وفي منتصف سن المراهقة تتلمذ على صناعة العجلات. انضم إلى العمل مع إخوته، وعمل لأكثر من عقد من الزمن في تصميم وبناء مطحنة آلية مجهزة بمعدات مثل سلاسل الدلو والأحزمة الناقلة. وبذلك فقد صمم إيفانز عملية تصنيع تجري بشكل آلي ومستمر ولا تتطلب عمالة بشرية. أثبت هذا المفهوم فيما بعد جوهريته بالنسبة للثورة الصناعية وتطوير الإنتاج الشامل. في وقت لاحق من حياته، التفت إيفانز وحول انتباهه إلى الطاقة البخارية، وبنى أول محرك بخاري عالي الضغط في الولايات المتحدة في عام 1801، إذ طور تصميمه بشكل منفصل عن ريتشارد تريفيثيك، الذي بنى الأول في العالم قبل عام. يُعتبر إيفانز القوة الدافعة في تطوير واعتماد المحركات البخارية عالية الضغط في الولايات المتحدة. حلم إيفانز ببناء مركبة تعمل على البخار، وحقق حلمه في نهاية المطاف، إذ قام ببناء وتشغيل سيارة بخارية في عام 1805. عُرفت باسم أوروكتر أمفيبولوس، وكانت أول سيارة في البلاد وأول مركبة برمائية في العالم، على الرغم من أنها كانت بدائية للغاية بحيث لم تنجح فيما بعد.
كان إيفانز صاحب رؤية وأنتج تصاميم وأفكار سابقة لعصرها، فهو أول من وصف التبريد بانضغاط البخار، واقترح تصميمًا لأول ثلاجة في عام 1805، لكن استغرق الأمر ثلاثة عقود إلى أن قام زميله جاكوب بيركنز ببناء نموذج عملي. وبالمثل، فقد رسم المخططات لتصميم مرجل يعمل بالطاقة الشمسية، ومدفع رشاش، ومفتاح تغيير السرعة البخاري، وآلة جبل العجين، وفرن الخبز المستمر، وعملية الإنقاذ البحري، والمبخر رباعي التأثير، ومخطط الإضاءة بالغاز في المناطق الحضرية، جميعها أفكار وتصميمات لم تُطبق على الواقع إلا بعد وقت من وفاته. كان لإيفانز مؤيدون بارزون وحلفاء سياسيون، لكنه افتقر إلى الكياسة الاجتماعية ولم يكن محبوبًا من قبل العديد من أقرانه. شعر إيفانز بالخيبة والغضب نتيجة عدم الاعتراف بمنجزاته، وأصبح عدائيًا ومريرًا في السنوات اللاحقة، مما أضر بسمعته وتركه في عزلة. على الرغم من أهمية عمله، كثيرًا ما قوبلت مساهماته بالتجاهل (أو نُسبت لأشخاص آخرين بعد وفاته)، لذلك لم يلمع اسمه مثل رواد عصره الآخرين.